السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٠
غيري * (بسم الله الرحمن الرحيم) * وجاء بسم الله فاتحة كل كتاب وفيه أن الإنجيل من جملتها وهو كتاب عيسى ابن مريم وهو بعد سليمان عليهما السلام وقد قدمنا ذلك عند الكلام على أوائل البعث وبفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة * (آمن الرسول) * إلى ختامها وآية الكرسي اعطيها من كنز تحت العرش وكذا الفاتحة والكوثر فقد جاء أربع نزلت من كنز تحت العرش لم ينزل منه شيء غيرهن أم الكتاب وآية الكرسي وخواتم سورة البقرة والكوثر وذكر الجلال السيوطي رحمه الله في الخصائص الصغرى أن مما خص به أنه اعطى من كنز تحت العرش ولم يعط منه أحد غيره والسبع الطوال والمفصل وأن دار هجرته التي هي المدينة آخر الدنيا خرابا وان جميع ما في الكون خلق لأجله وأنه تعالى كتب اسمه على العرش وعلى كل سماء وما فيها كما تقدم وعلى بعض الأحجار وورق الأشجار وبعض الحيوانات كما تقدم قال بعضهم وعلى سائر ما في الملكوت وذكر الملائكة له صلى الله عليه وسلم في كل ساعة وذكر اسمه صلى الله عليه وسلم في الأذان في عهد آدم والملكوت الأعلى كما تقدم ومما اختص به صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه يحرم نكاح أزواجه صلى الله عليه وسلم بعد موته حتى على الأنبياء بخلاف زوجات الأنبياء بعد موتهم لا يحرم نكاحهن على المؤمنين قال شيخنا الشمس الرملي والأقرب عدم حرمتهن على الأتقياء من أممهم وفيه أنه إذا لم يحرمن على آحاد المؤمنين فعلى الأتقياء بطريق الأولى إلا أن يقال أفرق ممكن يدل عليه قوله والأقرب وإلا فهذا مما يتوقف فيه على النقل وقيل ومن ذلك أنه يجب على أزوجه صلى الله عليه وسلم من بعده الجلوس في بيوتهن ويحرم عليهن الخروج منها ولو حج أو عمرة والراجح خلاف ذلك فقد حججن مع عمر رضي الله تعالى عنه وعنهن إلا سودة وزينب فخرجن في الهوادج عليهن الطيالسة الخضر وعثمان رضي الله تعالى عنه يسير أمامهن يقول لمن أراد أن يمر عليهن إليك إليك وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه خلفهن يقول لمن أراد أن يمر علين مثل ذلك ولا ترى هوادجهن إلا مد البصر ولما ولي عثمان رضي الله تعالى عنه حج بهن أيضا إلا سودة وزينب
(٣٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 376 377 378 379 380 381 382 383 384 385 ... » »»