السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٣ - الصفحة ٣٨٧
وكان صلى الله عليه وسلم يرى الثريا اثنا عشر نجما وغيره لا يزيد على تسعة ولو أمعن النظر واختصت هذه الأمة المحمدية بأمور لم يشاركها فيه من قبلهم من الأمم وهي أنها خير الأمم وأكرم الخلق على الله قال تعالى * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) * وفي الحديث إن الله اختار أمتي على سائر الأمم وإن الله ينظر إليها في أول ليلة من رمضان وأعطيت الاجتهاد في الأحكام واظهر الله ذكرها في الكتب القديمة كالتوراة والإنجيل وأثني عليها وأعطيت الصلوات الخمس أي جمعت لهم على ما تقدم وأعطيت صلاة العشاء فقد أخرج أبو داود والبيهقي عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال إنكم فضلتم بها أي بصلاة العشاء على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم وفيه ما تقدم وأعطيت افتتاح الصلاة بالتكبير وأعطيت التأمين أي قول آمين عقب الدعاء فقد جاء أعطيت آمين ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون عليهما الصلاة والسلام وتقدم في آمين عقب الفاتحة ليس من القرآن اتفاقا وأعطيت الاستنجاء بالحجر وأعطيت الأذان والإقامة والركوع في الصلاة وأما قوله تعالى لمريم * (واركعي مع الراكعين) * فالمراد بالركوع الخضوع كما تقدم ويلزمه أنها أعطيت في الرفع منه سمع الله لمن حمده وفي الاعتدال اللهم ربنا لك الحمد إلى آخره وأعطيت تحريم الكلام في الصلاة دون الصوم عكس من قبلهم وأعطيت الجماعة في الصلاة وأعطيت الاصطفاف فيها كصفوف الملائكة وأعطيت صلاة العيدين والكسوفين والاستسقاء والوتر وأعطيت قصر الصلاة في السفر والجمع بين الصلاتين فيه على ما تقدم وفي المطر والمرض على قول اختاره جمع من العلماء ومنهم والدي رحمه الله وأعطيت صلاة الخوف وصلاة شدته وأعطيت شهر رمضان على ما تقدم وأعطيت فيه أمورا منها تصفيد الشياطين وقد سئلت ما فائدة تصفيد الشياطين في رمضان مع وجود الفساد والشر وقتل الأنفس فيه وقد أجبت عنه أربعة أجوبة حاصلها أن فائدة ذلك قلة الشر لا نفيه بالكلية وقد
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»