السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ١٧
الا ان عمر بن الخطاب قد صبأ فما زال الناس يضربوني وأضربهم فقام خالى يعنى أبا جهل على الحجر فأشار بكمه وقال ألا انى أجرت ابن أختي فانكشف الناس عنى فصرت أي بعد ذلك أرى الواحد من المسلمين يضرب وأنا لا أضرب فقلت ما هذا بشئ حتى يصيبني ما يصيب المسلمين فأمهلت حتى جلس الناس في الحجر وصلت إلى خالى وقلت له جوارك عليك رد فقال لا تفعل يا ابن أختي فقلت بل هو ذاك فمازلت أضرب وأضرب حتى أعز الله الاسلام أي وفى السيرة الهشامية بينما القوم يقاتلونه ويقاتلهم إذ أقبل شيخ من قريش عليه حلة حبرة وقميص موشى حتى وقف عليه أي وهو العاص بن وائل فقال ويلكم ما شأنكم قالوا صبأ عمر قال فمه رجل اختار لنفسه أمرا فماذا تريدون أترون بنى عدى بن كعب مسلمين لكم صاحبهم هكذا خلوا عن الرجل فانفرجوا عنه كأنهم ثوب كشط عنه أي وفى البخاري لما أسلم عمر اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر فبينما عمر في داره خائفا إذ جاءه العاص بن وائل فقال له مالك قال زعم قومك أنهم سيقتلونى ان أسلمت أي إذ أسلمت قال أمنت لا سبيل إليك فخرج العاص فلقى الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون فقالوا نريد هذا عمر بن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل اليه فأنا له جار فكسر الناس وتصدعوا عنه أي ويذكر أن عتبة بن ربيعة وثب عليه فالقاه عمر إلى الأرض وبرك عليه وجعل يضربه وأدخل أصبعيه في عينيه فجعل عتبة يصيح وصار لا يدنو منه أحد الا أخذ بشرا سيفه وهى أطراف أضلاعه وعن عمر رضى الله تعالى عنه في سبب اسلامه قال خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم فوجدته قد سبقني إلى المسجد فقمت خلفه فاستفتح بسورة الحاقة فجعلت أتعجب من تأليف القران فقلت هذا والله شاعر كما قالت قريش فقرأ * (إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) * قال قلت كاهن علم ما في نفسي فقرأ * (ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون) * إلى اخر السورة فوقع الاسلام في قلبي كل موقع أي ومن ذلك ما في السيرة الهشامية عن عمر رضى الله تعالى عنه قال جئت المسجد
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»