السيرة الحلبية - الحلبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢
العنكبوت والروم ففاضت عيناه وأعين أصحابه بالدمع وقالوا زدنا يا جعفر من هذا الحديث الطيب فقرأ عليهم سورة الكهف فقال النجاشي هذا والله الذي جاء به موسى أي وفى رواية ان هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة أي وهذا كما قيل يدل على أن عيسى كان مقررا لما جاء به موسى وفى رواية بدل موسى عيسى ويؤيده ما في لفظ أنه قال ما زاد هذا على ما في الإنجيل الا هذا العود لعود كان في يده أخذه من الأرض وفى لفظ أن جعفرا قال للنجاشي سلهما أعبيد نحن أم أحرار فان كنا عبيدا أبقنا من أربابنا فأرددنا إليهم فقال عمروا بل أحرار فقال جعفر سلهما هل أهرقنا دماء بغير حق فيقتص منا هل أخذنا أموال الناس بغير حق فعلينا قضاؤه فقال عمروا لا فقال النجاشي لعمرو وعمارة هل لكما عليهما دين قالا لا قال انطلقا فوالله لا أسلمهم اليكما أبدا زاد في رواية ولو أعطيتموني ديرا من ذهب أي جبلا من ذهب ثم غدا عمرو إلى النجاشي أي أتى اليه في غد ذلك اليوم وقال له انهم يقولون في عيسى قولا عظيما أي يقولون إنه عبد الله أي وانه ليس ابن الله أي وفى لفظ أن عمرا قال للنجاشي أيها الملك انهم يشتمون عيسى وأمه في كتابهم فاسألهم فذكر له جعفر ما تقدم في الرواية الأولى هذا وعن عروة بن الزبير انما كان يكلم النجاشي عثمان بن عفان وهو حصر عجيب فليتأمل وروى الطبراني عن أبي موسى الأشعري بسند فيه رجال الصحيح أن عمرو ابن العاص مكر بعمارة بن الوليد أي للعداوة التي وقعت بينه وبينه في سفرهما أي من أن عمرو بن العاص كان معه زوجته وكا قصيرا دميما وكان عمارة رجلا جميلا فتن امرأة عمرو وهوته فنزل هو وإياه في السفينة فقال له عمارة مر امرأتك فلتقبلنى فقال له عمرو ألا تستحى فأخذ عمارة عمرا ورمى به في البحر فجعل عمرو يصيح وينادى أصحاب السفينة ويناشد عمارة حتى أدخله السفينة وأضمرها عمرو في نفسه ولم يبدها لعمارة بل قال لامرأته قبلي ابن عمك عمارة لتطيب بذلك نفسه فلما أتيا أرض الحبشة مكر به عمرو فقال أنت رجل جميل والنساءيحببن الجمال فتعرض لزوجه النجاشي لعلها أن تشفع لنا عنده ففعل عمارة ذلك وتكرر تردده عليها حتى أهدت اليه
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»