الأعلى، فقبض قبضة رسول الله صلى الله عليه وسلم من موضع قبره الشريف، وهي بيضاء نيرة، فعجنت بماء التسنيم في معين أنهار الجنة، حتى صارت كالدرة البيضاء لها شعاع عظيم، ثم طافت بها الملائكة حول العرش والكرسي والسماوات والأرض، فعرفت الملائكة محمدا صلى الله عليه وسلم قبل أن تعرف آدم أبا البشر، ثم كان نور محمد صلى الله عليه وسلم - يرى في غرة جبهة آدم وقيل له: يا آدم هذا سيد ولدك من المرسلين. فلما حملت حواء بشيث انتقل النور عن آدم إلى حواء، وكانت تلد في كل بطن ولدين إلا شيثا فإنها ولدته وحده كرامة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم لم يزل النور ينتقل من طاهر إلى طاهر إلى أن ولد صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب الأحكام للحافظ الناقد أبي الحسن بن القطان (1): روى علي بن الحسين (2)، عن أبيه عن جده مرفوعا: " كنت نورا بين يدي ربي عز وجل قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام (3) ".
وروى الحافظ محمد بن عمر العدني (4) شيخ مسلم (5) في مسنده عن ابن عباس (6) رضي الله عنهما أن قريشا - أي المسعدة بالإسلام - كانت نورا بين يدي الله تعالى قبل أن يخلق آدم بألفي عام يسبح ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه.
قال ابن القطان: فيجتمع من هذا مع ما في حديث علي: أن النور النبوي جسم بعد