هو راجع إلى مسرعا فخرجت في امرك مجدا ولم يعلم القوم انك قد تكامل معك هذا الجيش العظيم والعسكر الجسيم فلما قدمت من جانب الوادي أسرع إلي ناقد وقبض على وقادني بين يديك فاصنع بي ما شئت فقد أخبرتك على حقيقة الحال وانا أقول قبل ان تصنع بي شيئا اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان سيدنا محمدا رسول الله فلما سمع الامام اسلامه سر سرورا عظيما ثم اقبل عليه الامام على أصحابه وقال لهم معاشر الناس ما تقولون فيما قال أخوكم وحبيبكم مضارب فقالوا يا أبا الحسن أنت الامر ونحن المؤمرون وأنت القائل ونحن السامعون فجزاهم الامام خيرا ثم التفت إلى ناقد وقال له أتعرف هنا منفذا أو مخرجا نخرج منه وندور من وراء القوم حتى نخلي بينهم وبين الحصن ونترك منا جماعة ههنا يلاقون عليهم وندهمهم في مكانهم فقال ناقد يا أبا الحسن ان الطريق سالكا إلى الوادي يمينا وشمالا فان شئت فاعزم فما من أحد من قومك الا ويعرف البلاد ومسالكها ففرقنا على المكان ونحن ندهمهم من سائر الجهات فجزاهم الامام خيرا ثم أفرد مع ناقد الف فارس وقال له خذ في عرض البرية إلى أن تحاذي القوم من جهة الحصن واعطف على الجادة إليهم فإنهم إذ نظروك وقد اتيت من جهة الحصن يظنون أنها نجدة من صاحبهم الملك فاهجم عليهم وإذا قربت منهم فاحمل عليهم ومكن السيف فيهم حتى يقولون لا اله الله الا الله محمد رسول الله وها نحن سائرين من بين أيديهم وأقروا بهذه الابطال الشهم فسار ناقد بألف فارس فلما بعد ناقد بمن معه دعا الامام بجنبل بن ركيع وقال له انني افراد له الف فارس وقال له يا جنبل خذ أنت بمين معك الودي إلى أن تأتي لي به حيا ولا أريد من القوم فسار جنبل كما امر الامام وجد في المسير ثم دعا الامام بالرداء وأفرد لها الف فارس وأمرها عليهم وقال جدي بهم من يسار الوادي وهو مجد إلى أن تأتي مكمن القوم فقالت له اسمع والطاعة فلما سارت الرغداء بمن معها تقدم إلى أن انحدر من الوادي فوجد القوم جلوسا في أماكنهم فلما نظروا إلى أمير المؤمنين وأصحابه قال جويرثة انا وحق المنيع ان القوم قد علما ممكاننا ولا انهم ظفروا بصاحبنا وأرادوا قتله فكشف لهم عن حالنا وجملة أمورنا
(٨٤)