حزنا شديدا ورجع الامام وهو يفور بالغضب وقال والله لا اكلت طعاما في ليلتي حتى انظر ما يكون من امر أصحابي ناقد والقداح فلا صبر لي عنهما (قال الراوي) ثم امر الناس باضرام النار وزيادة الحرس وجعل الامام يطوف من حول عسكره يحرسهم بنفسه وهو قلقان على ناقد والقداح فبينما الامام يحرس أصحابه إذ سمع هفيف الخيل وسمع صوب غنام وكان قد أثبت معرفته فلما سمع حسه اهتز فرحا وسمعه يقول لأخيه يا ناقد اما زعمت أن لك صاحبا بخصتك ومن الشدائد ينقذك فمالي أراه متباعدا عنك وللمهالك سلمك وناقد يقول يا ويلك ان لي صاحبين صاحب في السماء يراني وهو الكبير المتعال وصاحب في الأرض لو علم بمكان لأتاني وخلصني من سجنك وسمع القداح يقول لا آخذ الله من أوقعني بالخلاص وعدني وضمن لي السلامة من كل شئ يؤلمني وما زالوا كذلك إلى أن قربوا من الامام وغنام في أوائلهم فوثب الامام وثبة وصل بها إلى عدو الله غنام وقال له اقلل من الكلام فيها انا أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب فسمع القداح صوته فصاح يا سيدي سألتك الا ما خلصتني قبل صاحبنا ناقد فقد عملت ما نزل بي اجلك وكان الامام لما وثب إلى عدو الله غنام ووصل إليه مد يده وقبض على أطواقه وسحبه فاقتلعه من سرجه وقال له قد خلص أخاك صاحبه الأصغر بأمر سيده الأكبر فمن ينقذك مني يا ويلك وهم ان يعلوه بالسيف فقال له يا ابن أبي طالب ابق علي كما أبقيت على صاحبك وأحسن إلي بكرمك (قال الراوي) فتقدم الامام إلى ناقد وحله من وثاقه وأمره ان يشد أخاه غناما شدا وثيقا وتقدم إلى القداح وحله والعشرة ابطال الذين اتوا معه ينظرون إلى فعل الامام فما جسر أحد منهم ان يتكلم فلم يستطيعوا لن يتحركوا من أماكنهم فقال لهم الامام من قال منكم لا الله الا الله محمد رسول الله فلا أمد يدي إليه الا بالخير ومن لم يقلها مددت يدي إليه وقطعت رأسه بهذا السيف فقالوا بأجمعهم نحن نشهد ان لا إله إلا الله محمدا رسول الله ففرح الامام باسلامهم فرحا شديدا ثم اقبل إلى غنام وقال له هل لك في كلمة تقولها تمحوا بها ما سلف من ذنوبك فقال غنام يا ابن أبي طالب وما هي الكلمة التي أقولها فتمحي
(٧٩)