وقتل عدو الله غناما فلما أتوا إلى عسكرهم في ساعة واحدة وقد مضى من الليل شطره وقد كان أصحاب علي تفقدوه في الليل فلم يجدوه فكبر ذلك عليهم فلما وصلوا إليه ونظروا إلى ناقد والقداح والعشرة الذين أسلموا من جماعة غنام مع علي وقالوا له يا أبا الحسن هؤلاء القوم ما هؤلاء عصابة مالت إلى الاسلام ورغبت في الايمان ففرح القوم بذلك وباتوا بقية ليلتهم فلما برق ضياء الفجر اذن علي وصلى بالناس صلاة الصبح فلما فرغ من الصلاة ناداهم يا قوم خذوا آلة حربكم واستعدوا للقتال رحمكم الله فاخذ كل منهم آلة حربه واتوا إلى أن وقفوا بين يدي أمير المؤمنين فوثب الامام وعزم على القتال ونادى برفيع صوته معاشر الأرذال كم تدفعوا الحق بباطلكم والحق أغلب وها انا أشفق عليكم منكم على أنفسكم واعلموا ان الله تعالى أنقذ أصحابنا ناقد والقداح وقتل صاحبكم غنام وأورده بحسامي موارد الحمام فهل لكم ان تقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذا تصديق قولي لكم ثم نادى القداح وناقد فأجابوه وأسروا إليه فقال لهم الامام نحن قوم لا نكذب ولا يليق بنا الكذب فما أنتم قائلون (قال الراوي) فلما رأى القوم ناقد والقداح والعشرة ابطال الذين خرجوا معهم تحققوا الامر وصدقوا الامام في قوله واتوا نحوه قائلين لا إله إلا الله محمد رسول الله وكان عشرة آلاف قتل منهم في المعركة ثلاثة آلاف الذين اتوا نحو الامام واسلموا وحسن اسلامهم واختلط القوم بعضهم ببعض فخذهم الامام وقرب إلى الحصن فخرج أهل الحصن إليهم واستقبلوا الامام وجيشه واسلموا على يديه وأكرموه غاية الاكرام فأقام عندهم بقية يومه في وسعة وقد كثر الله جمعه وأعلى نصرته ورفع قدره وجيشه من خارج الحصن من كثرتهم وقد ازداد فرحهم لكثرة جمعهم وانقاذهم من النار ثم إن الامام بعث طائفة وامر عليهم جنبل بن ركيع وأرسله ليكشف له الاخبار وأمره ان لا يعود إليه الا بخبر صحيح فسار جنبل من عند الامام فما عاد الا وقت الصباح فلما اقبل على الامام سلم كل منهم على صاحبه (قال الراوي) ثم إن الامام رضي الله عنه جمع عسكره وجميع قومه وقال لهم معاشر المسلمين ان الله تبارك وتعالى أكرمكم
(٨١)