فجزاهم الامام على ذلك خيرا وقال الحمد لله الذي جعلكم من أهل الايمان وحقن دمائكم ثم التفت الامام إلى القوم وقال لهم يا قوم ان عدو الله الخطاف قد اخفى امره فهل عندكم منه خبر فقالوا لا والله يا أمير المؤمنين لم يكن في الحصن غير الرغداء بنت الخطاف وهي بمنزلها ونحن نخشى سطوتها الا انها أشد من أبيها وهي من الجبابرة ونسل العمالقة من بنات حمير وقد اعتدت ركوب الخيل وخصوص الفرسان في الليل ولقاء الرجال وقتال الابطال على جسورة على القتال يحذر مكانها الفرسان فعند ذلك تبسم الامام ضاحكا وقال اني لا أفزع من تهابه الابطال فكيف بذات الحجاب امضوا إليها واتوني بها لأمضي أمري معها فقالوا أيها الأمير ما للنساء الا النساء فقال الامام بل يمضي إليها جميع النساء وهم يقولون بأجمعهم لا إله إلا الله محمد رسول الله فإذا سألتهن عن ذلك يخبر بخبري وما جرى لهم معي فطلعت النساء من وقتهم وساعتهم إلى دار الخطاف وهن يقلن لا الله الا الله محمد رسول الله فأشرفت عليهن الرغداء من منظرتها وليس عندها أخبر باسلامهن فقالت لهن يا ويلكن ما هذا الكلام الذي لم أسمعه ابدا منذ ملكت عقلي ثم نزلت لهن فقلن لها يا رغداء ان كنت نائمة فاستيقظي فان الحصن قد ملك قالت ومن ملكه فقالوا لها علي بن أبي طالب فقالت وأين ابن أبي طالب فقلن لها هو في الحصن فقالت وأين الخطاف فقلن اسره وانفلت من بعد الأسر فلا ندري أين سار وقد أسلم كل من في الحصن وهو يدعوك إليه لتدخلي في دينه فلما سمعت الرغداء منهم ذلك فارت بالغضب ثم كتمت غيظها سرا وقالت أين يكون الغلام الذي ذكرتموه فقلن لها ها هو في أقصى الحصن يبايع الرجال فقالت لهن على رسلكن حتى أسير معكن ثم دخلت منزلها واخذت خنجرها فشدته في وسطها من تحت ثوبها وأظمرت الشر لأمير المؤمنين وقالت في نفسها ان وصلت إليه لم ابق عليه واقبل النساء على أمير المؤمنين وهي معهن وقد تأخرت عن النساء لتنظر كيف يبايعهن ويكون ذلك أمكن لها من الامام ثم إن علي لما هم ان يأخذ البيعة على الرجال والنساء فإذا هو بباب الحصن يطرق طرقا خفيفا فقال الامام انظروا من الطارق وشرف بعضهم من
(٦١)