وان يدخلوا الخيل والرجال والجمال وكان ذلك الحصن كبيرا واسعا يغيب فيه العسكر الجرار ولا يرى له آثار فلم يبق أحد خارج الحصن ودخل الامام وأغلقوا الباب فلما استقر القوم في الحصن اقبل إليهم وقال يا معشر الناس ان القوم أضعافكم مرارا وقد بلغهم صاحبهم غنام انه افتك اخوته وأبطشهم يدا وأكثرهم بأسا واني عزمت ان أقدم بكم إليهم وأهجم عليهم إن شاء الله سبحانه وتعالى فانظروا امامكم وإياكم ان تبقوا على أقاربكم وعشائركم وان كبر عليكم فلك فلا تستعينوا بالمخلوقين واستعينوا بالله رب العالمين (قال الراوي) ثم إن الامام قبل على من أسلم من أهل الحصن وقال لهم كونوا في أعلى حصنكم فان خاطبكم غنام فخاطبوه وأظهروا له السيادة واسألوه النزول عندكم فيزل عنه الشك فقالوا حبا وكرامة ثم التفت الامام إلى جنبل بن ركيع وقال له كن خليفتي على من في الحصن حتى ارجع إليك إن شاء الله تعالى فقال له جنبل وحق ما اعتقده من حبك وولائك ما كنت الا معك وبين يديك املى أحظى بالسعادة واغتنم الشهادة فشكره الامام على ذلك ثم أقام مكان خالد بن الريان وتقدم أمير المؤمنين وقال لأصحابه انا خارج امامكم في نفر قليل من قومنا لأننا إذا خرجنا جميعا نخشى ما يفوتنا ما عزمنا عليه ويبعد عنا ما أملناه ويستيقظ القوم لنا فقالوا له يا سيدنا ومولانا افعل ما بدا لك فدعا الامام بناقد وجنبل والرغداء وغيرهم من الابطال المعروفة بالشجاعة فاقبلوا إليه ووقفوا بين يديه وقالوا له أؤمرنا بما تريد فقال علي يا ناقد ان أنت وصلت إلى أخيك غنام فلا تيأس عليه ولا تمدد يديك إليه بسوء وائتني به أسيرا وإياك ان تأخذك لومة لائم في الدين فكن فيمن ذكرهم الله واثنى عليهم لما انهم عادوا في الله آباءهم وأبناءهم وعشيرتهم فلما سمع ناقد ذلك تبسم وقال يا سيدي وحق ابن عمك محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ان غناما أشد مني بأسا وأقوى مراسا ولا أطيقه في الحرب ولكن انا واثق بالله تعالى ومتوكل عليه فقال الامام يا ناقد قل لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثم إن الامام امر أصحابه ان يرتحلوا وقالوا يا معشر الناس إذا رأيتمونا قد فاشجا القوم بالحرب فأتونا بخيلنا مسرعين فبينما الامام كذلك وهو يوصي
(٧٦)