معارج الوصول إلى معرفة فضل آل الرسول (ع) - الزرندي الشافعي - الصفحة ٣٨
فنزلت: * (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) *.
يعني بالمؤمن علي بن أبي طالب والفاسق وليد بن عقبة (1).
ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: أن سفيان بن عيينة (رحمه الله) سئل عن قول الله عز وجل: * (سأل سائل بعذاب واقع) * (2) فيمن نزلت؟
فقال للسائل: سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلك، حدثني أبي عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أن رسول الله (ص) لما كان بغدير خم، نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي (رضي الله عنه) وقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه)، فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري (3)، فأتى رسول الله (ص) على ناقة له، فنزل بالأبطح عن ناقته وأناخها فقال: يا محمد أمرتنا

(١) تفسير الثعلبي (مخطوط): ١٣٠، الوسيط ٣: ٤٥٤، أسباب النزول: ٢٠٠، شواهد ا لتنزيل ١: ٤٤٥ / ٦١٠ - ٦٢٣، تفسير الطبري ٢١: ٦٨، تفسير الكشاف ٢: ٥٢٥، ترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق ٢: ٤٢٢ / ٩٣١، أنساب الأشراف ٢: ١٤٨ / ١٥٠، تفسير الخازن ٣:
٤٤٨، الدر المنثور ٦: ٥٥٣، فضائل الصحابة لابن حنبل ٢: ٦١٠ / ١٠٤٣، الأغاني ٥: ١٤٠، تاريخ بغداد ١٣: ٣٢١، معاني القران للزجاجي 4: 208، مناقب ابن المغازلي 324: 370، مناقب الخوارزمي 279: 271، وأن الشعر المذكور في ترجمة عثمان من مروج الذهب 2:
348 قد قيل بحقه:
وقد أنزل الرحمن أنك فاسق * فما لك في الإسلام سهم تطالبه وقال كمال الدين ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول بعد ذكر سبب النزول: وكفى بهذه القصة شهادة من الله عز وجل لعلي (عليه السلام) بكمال فضيلته وانزاله سبحانه وتعالى قرآنا يتلى إلى الأبد بتصدق مقالته، ووصفه إياه بالإيمان الذي هو عنوان علمه ونتيجة معرفته، وقد ضمن هذه الحادثة حسان بن ثابت شاعر رسول الله (ص) أبياتا من نظمه:
أنزل الله والكتاب عزيز * في علي وفي الوليد قرآنا فتبوأ الوليد من ذاك فسقا * وعلي مبوء إيمانا ليس من كان مؤمنا عرف الله * كمن كان فاسقا خوانا سوف يجزى الوليد خزيا ونارا * وعلي لا شك يجزى جنانا فعلي يلقى لدى الله عزا * ووليد يلقى هناك هوانا (2) المعارج 70: 1.
(3) في الأصل: (الحرب بن النعمان العمتري)، وما أثبتناه من نسخة (س) والمصادر.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»