وقال له انطلق إلى القادسية واستعلم بخبر أهل الكوفة فإن جاؤوا بولايتي فأنت حر لوجه الله تعالى وإن كان غير ذلك فلا ترجع إلى فأنت ميشوم على نفسك فتوجه العبد إلى القادسية فوجدهم قد جمعوا أهل القادسية يأخذون منهم البيعة للمختار (رض) فرجع العبد إلى المختار فأخبره بذلك ففرح المختار بذلك فرحا شديدا فاعتنق العبد ثم وردت المشايخ إلى المختار وسلموه الخاتم ونادى مناديهم أهل الكوفة بالطاعة له فأطاعوه جميعهم.
قال أبو مخنف: ثم إن المختار عقد لإبراهيم بن مالك الأشتر راية وضم إليه أربعة وعشرين الف فارس وأهم بالسير إلى أعمال الشام وملاقاة عدو الله وعدو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبيد الله بن زياد الملعون فارتحل إبراهيم بن مالك الأشتر من الكوفة وجد في السير حتى نزل بالأنبار فعبر الجيش عليها فخرج أهل الكوفة. وقالوا ما هذا الجيش؟ قالوا أصحاب الحسين عليه السلام فاخرجوا إليهم الزاد والعلوفة فأبى أصحاب إبراهيم أن يأخذوا منه شيئا إلا بالثمن الوافر ورحل منها ونزل النخل الأسود وهو الكثف الأحمر على يمين الطريق فأقام هناك يومين ورحل منها ونزل على دير اللطيف الذي عند الطريق فأقام ساعة من