سليمان ولاخوانك فإنكم معنا يوم القيامة وكل من قتل في محبتنا أو دمعت عيناه رحمة لنا فإنه يوم القيامة معنا، قال سليمان فعند ذلك قلت لها: يا مولاتي من أنتى؟
فقالت: أنا خديجة الكبرى، وهذه ابنتي فاطمة الزهراء وهذان ولداها الحسن والحسين عليهما السلام معها وهم يقولون لك أبشر فأنت عندنا الزوال ثم ناولتني إناء فيه ماء، فانتبه سليمان فرأى عند رأسه إناء ماء فأفاضه على جسده وترك القدح إلى جانبه واشتغل بلبس ثيابه فغاب عنه القدح فتعجب من ذلك وقال الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله على ولى الله، فانتبه أصحابه لتكبيره وقالوا له ما الخبر أيها الأمير؟ فقال لهم: هذه خديجة الكبرى تخبرني إني وأنتم غدا عندها ونجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وناولتني قدحا فيه ماء وأمرتني أن أقيضه على جسدي فأفضته وغاب عنى وها أنا لا أحس بألم الجراح ولم يزل سليمان راكعا وساجدا إلى أن طلع الفجر ثم صلى بأصحابه وأمرهم أن يعبروا الفرات فشدوا على خيولهم وحملوا على ابن زياد وقاتلوا إلى قرب الزوال فدار وا عليهم القوم من كل جانب فقتلوهم عن آخر هم رحمهم الله ثم أمر ابن زياد الملعون أن يقطعوا رؤوسهم ويحملوها إلى دمشق إلى مروان بن الحكم لعنه الله