الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٥٥
والجراح في أصحاب الحسين (عليه السلام) إلى أن زالت الشمس، فصلى الحسين (عليه السلام) بأصحابه صلاة الخوف.
وتقدم حنظلة بن سعد الساعدي بين يدي الحسين عليه فنادى: يا أهل الكوفة، يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد، يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى. ثم تقدم فقاتل حتى قتل رحمه الله.
وتقدم بعده شوذب مولى شاكر، فقال: السلام عليك يا با عبد الله ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله، ثم قاتل حتى قتل (رحمه الله).
ولم يزل يتقدم رجل من أصحابه فيقتل، حتى لم يبق مع الحسين (عليه السلام) إلا أهل بيته خاصة.
فتقدم ابنه علي بن الحسين (عليه السلام) وأمه ليلى بنت أبي قرة بن عروة بن مسعود الثقفي، وكان من أصبح الناس وجها، وله يومئذ تسع عشرة سنة، فشد على الناس وفعل ذلك مرارا، وأهل الكوفة يتقون قتله، فبصر به مرة بن منقذ العبدي فقال:
علي آثام العرب إن مر بي بفعل مثل ذلك إن لم أثكله أباه. فمر يشتد على الناس كما مر في الأول، فاعترضه مرة بن منقذ فطعنه فصرعه، واحتواه القوم فقطعوه بأسيافهم. فجاء الحسين (عليه السلام) حتى وقف عليه فقال: قتل الله قوما قتلوك يا بني، ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وانهملت عيناه بالدموع، ثم قال: على الدنيا بعدك العفا. وأمر فتيانه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط.
ثم رمى رجل من أصحاب عمر بن سعد يقال له عمر بن صبيح عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم فاتقاه بكفه، فسمره على جبهته، فلم يستطع تحريكه، ثم انتحى عليه آخر برمحه فطعنه في قلبه فقتله رحمة الله عليه.
وحمل عبد الله بن قطبة الطائي على عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقتله.
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»