الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٦٦
قل له: * (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) * (1).
ثم دخل بالنساء والصبيان واجلسوا بين يديه، فرأى هيئة قبيحة، فقال: قبح الله ابن مرجانة لو كانت بينكم وبينه قرابة ورحم ما فعل هذا بكم ولا بعث بكم على هذا. ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في منزل على حدة معهن أخوهن علي بن الحسين (عليهم السلام)، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، وأقاموا أياما.
ثم ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوة إلى المدينة، وتقدم بكسوتهم، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم إليه أن يسير بهم في الليل ويكونون أمامه، فإذا نزلوا تنحى عنهم. وفرق أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، فسار معهم في جملة النعمان بن بشير ولم يزل ينازلهم في الطريق كما وصاه يزيد وترفق بهم حتى دخلوا المدينة (2).
$ الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) / الحوادث التي حدثت عند قتله فصل في الحوادث التي حدثت عند قتل الحسين (عليه السلام) مما رواه السمعاني في أماليه والنطنزي في الخصائص: روى علي بن عاصم، عن حصين، قال: كنت بالكوفة فجاءنا قتل الحسين (عليه السلام)، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهها وجدرانها طليت رمادا. قلت: مثل من كنت يومئذ؟ قال: رجل متأهل (3).
وحدث رزين، قال: حدثتني سلمى، قالت: دخلت على أم سلمة رضي الله عنها وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب. فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين (عليه السلام) آنفا (4).
ومن ذلك: ما رواه حماد عن عمار بن أبي عمار: أن ابن عباس رأى

(١) الشورى: ٣٠.
(٢) الإرشاد: ص ٢٤٧.
(٣) روي هذا المعنى في الفصول المهمة: ص ١٩٧.
(٤) المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 55.
(٥٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 561 562 563 564 565 566 567 568 569 570 571 ... » »»