الدر النظيم - إبن حاتم العاملي - الصفحة ٥٥١
قال: وصبحه من الغد الحصين بن تميم في أربعة آلاف فارس، وحجار بن أبجر في أربعة آلاف فارس، ومحمد بن الأشعث في ألف فارس، ومن بعد الغد عمر بن سعد لعنه الله في أربعة آلاف فارس، وخرج عبيد الله بن زياد لعنه الله فنزل النخيلة، وعهد إلى عمر بن سعد أن لا يمهله وأن يقتله، وجعل يسرب إليه الجيش بعد الجيش [من] أهل الشجاعة والقوة حتى وافاه باثني عشر ألف مقاتل.
وقال عبد الله بن أبي الهذيل، عن أبيه، عن جده: وجه عبيد الله بن زياد لعنه الله ستة عشر ألف فارس مع أربعة قواد، مع شبث بن ربعي لعنه الله أربعة آلاف، ومع الشمر بن ذي الجوشن لعنه الله أربعة آلاف، ومع سنان بن أنس لعنه الله أربعة آلاف ومع الحر بن يزيد أربعة آلاف، وولى عليهم عمر بن سعد لعنه الله.
فلما كان يوم الوقعة مضى عمر بن سعد إلى الفرات فاستقطع هو وصاحب له، فلما سمع الأصوات والقتال أقبل على فرسه وقد أصاب الحسين (عليه السلام) جرح في حلقه وهو يضع يده عليه فإذا امتلأت الدم قال: اللهم إنك ترى، ثم يعيدها فإذا امتلأت قال: اللهم إن هذا فيك قليل.
فقال عمر بن سعد لعنه الله لشبث بن ربعي لعنة الله عليه: انزل فجئني برأسه.
قال: أنا بايعته ثم غدرت به ثم أنزل فاحتز رأسه؟ لا والله لا أفعل.
قال: إذن أكتب إلى عبيد الله بن زياد. قال: اكتب.
ثم قال لسنان بن أنس: احتز رأسه، فنزل ومشى إليه وهو يقول: أمشي إليك ونفسي تعلم أنك السيد المقدم وأنك من خير الناس أبا واما. فاحتز رأسه ثم دفعه إلى عمر بن سعد لعنه الله، وجعله في لبب (1) فرسه.
فلما قدموا الكوفة جاء سنان بن أنس لعنه الله فقال:
املأ ركابي فضة وذهبا * أنا قتلت السيد المهذبا من خير خير الناس اما وأبا.

(١) اللبب: ما يشد على صدر الدابة أو الناقة (لسان العرب ١ / 732).
(٥٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 546 547 548 549 550 551 552 553 554 555 556 ... » »»