مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٢٦٦
والعلم بالعمل، بعيد كسله، دائم نشاطه، قريب أمله، حي قلبه، ذاكر لسانه، لا يحدث بما لا يؤتمن عليه الأصدقاء، ولا يكتم شهادة الأعداء، لا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين، وإن كان من الغافلين كتب في الذاكرين، يعفوا عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، لا يعزب حلمه ولا يعجل فيما يريبه، بعيد جهله، لين قوله، قريب معروفة، غائب منكره، صادق كلامه، حسن فعله، مقبل خيره، مدبر شره، في الزلازل وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقا عليه، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه، لا يضيع ما استحفظ، ولا يرغب فيما لا تدعوه الضرورة إليه، لا ينابز بالألقاب، ولا يبغي على أحد، ولا يهزأ بمخلوق، ولا يضار بالجار، ولا يشمت بالمصائب، مؤد بأداء الأمانات، مسارع إلى الطاعات، محافظ على الصلوات، بطئ عن المنكرات، لا يدخل على الأمور بجهل، ولا يخرج عن الحق بعجز، إن صمت فلا يغمه الصمت، وإن نطق لا يقول الخطأ، وإن ضحك فلا يعلوا صوته سمعه، ولا يجمح به الغضب، ولا يغلبه الهوى، ولا يقهره الشح، ولا تملكه الشهوة، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ينصت للخير ليعمل به ولا يتكلم به ليفتخر على ما سواه، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، يبعث (1) نفسه لآخرته، ويعصي هواه لطاعة ربه، بعده عمن تباعد منه نزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين (2) ورحمة، ليس بعده تكبرا، ولا قربه خديعة،

1 - في نسخة (م): يتعب.
2 - في نسخة (م): دين.
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»