فتنة وتنجلي عنهم كل شبهة (1)، أولئك أصحابي فاطلبوهم في أطراف الأرضين، فان لقيتم منهم أحدا فاسألوه يستغفر لكم.
وقال (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحاببون في مودتنا المتآزرون في أمرنا، (الذين) (2) إن غضبوا لم يظلموا، وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروه، سلم لمن خالطوه، أولئك هم السائحون الناحلون الذابلون، ذابلة شفاههم، خمصة بطونهم، متغيرة ألوانهم، مصفرة وجوههم، كثير بكاؤهم، جارية دموعهم، يفرح الناس ويحزنون، وينام الناس ويسهرون (إذا شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا وإذا خطبوا الأبكار لم يزوجوا) (3) قلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، ذبل الشفاه من العطش، خمص البطون من الجوع، عمش العيون من السهر، الرهبانية عليهم لائحة، الخشية لهم لازمه، كلما ذهب منهم سلف خلف في موضعه خلف، أولئك الذين يردون القيامة وجوههم كالقمر ليلة البدر، يغبطهم الأولون والآخرون، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (4).
وقال (عليه السلام): المؤمن يرغب فيما يبقى، ويزهد فيما يفنى، يمزج الحلم بالعلم