مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ١٨١
قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها ولا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنها (1).
ومما يجري مجراها ويتلوها في ذكراها، قصة سودة بنت عمارة الهمدانية (2) لما قدمت على معاوية بعد موت أمير المؤمنين (عليه السلام) فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين وآل أمره إلى أن قال: ما حاجتك؟
فقالت: إن الله تعالى مسائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف، وهذا بشر بن أرطأة قدم علينا فقتل رجالنا وأخذ أموالنا، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعه فإن عزلته عنا شكرناك وإلا كفرناك.
فقال معاوية: إياي تهددين بقومك [والله] (3) لقد هممت أن أحملك على قتب أشوس فأردك إليه فينفذ فيك حكمه.

١ - الإستيعاب ٣: ٤٤، ٥٠، ربيع الأبرار ١: ٩٨، شرح نهج البلاغة ١٨: ٢٢٤، 226، حلية الأولياء 1: 85، مروج الذهب 2: 421، مناقب الكوفي 2: 51 / 540، صفة الصفوة 1: 316، أمالي القالي 2: 147، زهر الأدب 1: 78، الصواعق المحرقة: 203.
2 - سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية، شاعرة من شواعر العرب ذات فصاحة وبيان وهي القائلة لأخيها:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة * يوم الطعان وملتقى الأقران وانصر عليا والحسين ورهطه * واقصد لهند وابنها بهوان إن الإمام أخا النبي محمد * علم الهدى ومنارة الإيمان فقد الجيوش وسر أمام لوائه * قدما بأبيض صارم وسنان 3 - أثبتناه من المصدر.
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»