ومنها: ما حكاه مجاهد قال: قال لي علي (عليه السلام): (جعت يوما بالمدينة جوعا شديدا فخرجت أطلب العمل في عوالي المدينة فإذا أنا بامرأة قد جمعت مدرا فظننتها تريد بله فأتيتها فقاطعتها كل ذنوب على تمرة فمددت ستة عشر ذنوبا حتى مجلت يداي ثم أتيت الماء فأصبت منه ثم أتيتها فقلت بكفي هكذا بين يديها - وبسط الراوي كفيه وجمعهما - فعدت لي ست عشرة تمرة فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبرته فأكل معي منها) (1).
ومنها: ما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه قال: أهدي إلى علي (عليه السلام) زقاق من عسل وسمن فتركتهما ليرجع صاحبهما فيردهما إليه، فلما عاد من الصلاة وجدهما قد نقصا فسأل عن ذلك، فقيل له بعثت أم كلثوم فأخذت منه، فبعث إلى المقومين فقوموا ما نقص بخمسة دراهم فبعث إلى أم كلثوم: (ابعثي لي بخمسة دراهم) فأضافهما إليهما وأعادهما (2).
ومثل هذه: أنه وصل إليه (عليه السلام) زقاق عسل جاءت من اليمن فنزل بالحسن ولده (عليه السلام) ضيف فاستسلف الحسن درهما فاشترى به خبزا واحتاج إلى الإدام فطلب من قنبر أن يفتح له زقا من تلك الزقاق، ففتحه وأخذ منه رطلا.
فلما قعد (عليه السلام) ليقسم الزقاق قال (عليه السلام): (يا قنبر قد حدث في هذا الزق حدث).
فقال: صدق قولك يا أمير المؤمنين، وأخبره الخبر فغضب.
فقال (عليه السلام): (علي به).