ومنها: أنه (عليه السلام) كان قد ولى على عكبرا رجلا من ثقيف فقال هذا الوالي: قال لي أمير المؤمنين (عليه السلام): (إذا صليت الظهر غدا فعد إلي).
قال: فلما كان الغد وصليت الظهر غدوت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه، فوجدته جالسا وعنده قدح وكوز [فيه] (1) ماء فدعا بوعاء مشدود عليه ختم، فقلت في نفسي لقد أمنني حتى يخرج إلي جوهرا ولا أدري ما فيه، فلما كسر الختم وحله فإذا فيه سويق فأخرج منه فصبه في القدح وصب عليه ماء (2) وشرب وسقاني فلم أصبر فقلت: يا أمير المؤمنين أتصنع هذا بالعراق وطعام العراق كثير (3)؟
فقال (عليه السلام): (أما والله ما أختم عليه بخلا (به) (4) ولكنني أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن ينقص فيوضع فيه من غيره، وأنا أكره أن أدخل بطني إلا طيبا فلذلك احترزت بما ترى فإياك وتناول ما لا تعلم حله) (5).