وتوخيه رضي الله عنه ورغبته في الدار الآخرة وقيامه بأمر ربه وزهده في الدنيا.
وقد نقل الحافظ أبو نعيم (رضي الله عنه) بسنده في حليته أن رسول الله (ص) قال:
(يا علي - وضرب بين كتفيه - لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة، أنت أول المؤمنين بالله [إيمانا] (1) وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله وأرأفهم بالرعية وأقسمهم بالسوية وأعلمهم بالقضية وأعظمهم مزية يوم القيمة) (2) وهذا تصريح بثبوت ما تلوناه من الصفات وما مدحته به سودة من الخلال له (عليه السلام).
ومنها: ما نقله أبو مطرف قال: رأيت عليا (عليه السلام) مؤتزرا بإزار مرتديا برداء، ومعه الدرة يدور كأنه إعرابي بدوي حتى بلغ سوق الكرابيس فقال: (يا شيخ بعني قميصا بثلاثة دراهم)، فلما عرفه ذلك الشيخ لم يشتر منه شيئا (فأتى آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا) (3) فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة دراهم، ثم جاء أبو الغلام فأخبره فأخذ أبوه درهما ثم جاء به فقال: هذا الدرهم يا أمير المؤمنين.
قال (عليه السلام): (وما شأن هذا الدرهم؟) قال: كان قميصا ثمنه درهمين.
قال (عليه السلام): (باعني رضاي وأخذ رضاه فخذ درهمك وانصرف) (4).