دياركم " (1) دخل أبو ذر عليلا متوكيا على عصاه على عثمان وعنده مائه ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي، فقال: إني أريد ان أضم إليها مثلها، ثم أرى فيها رأيي، فقال أبو ذر:
أتذكر إذ رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزينا عشاء؟ فقال: بقى عندي من فئ المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها فقال: الان استرحت. فقال عثمان لكعب الأحبار (2): ما تقول في رجل أدى زكاه ماله هل يجب عليه بعد ذلك شئ؟ قال: لا لو اتخذ لبنه من ذهب ولبنه من فضه، فقال أبو ذر رضي الله عنه: يا ابن اليهودية ما أنت والنظر في احكام المسلمين، فقال عثمان: لولا صحبتك لقتلتك، ثم سيره إلى الربذة (3).
405 - وعن ابن بابويه، حدثنا أبو محمد الحسين بن محمد بن القاسم المفسر، حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن العسكري، عن آبائه صلى الله عليه وآله وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي ذر: ما فعلت غنيماتك، قال: إن لها قصه عجيبة، قال: بينا انا في صلواتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: لا اقطع الصلاة، فاخذ حملا وذهب به وانا أحس به، إذ اقبل على الذئب أسد فاستنقذ الحمل ورده في القطيع، ثم ناداني: يا أبا ذر، اقبل على صلاتك، فان الله قد وكلني بغنمك، فلما فرغت قال لي الأسد: امض إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ان الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك وكل أسدا بغنمه فعجب، من كان حول رسول الله (4).