قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٣٠٥
دياركم " (1) دخل أبو ذر عليلا متوكيا على عصاه على عثمان وعنده مائه ألف درهم حملت إليه من بعض النواحي، فقال: إني أريد ان أضم إليها مثلها، ثم أرى فيها رأيي، فقال أبو ذر:
أتذكر إذ رأينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حزينا عشاء؟ فقال: بقى عندي من فئ المسلمين أربعة دراهم لم أكن قسمتها ثم قسمها فقال: الان استرحت. فقال عثمان لكعب الأحبار (2): ما تقول في رجل أدى زكاه ماله هل يجب عليه بعد ذلك شئ؟ قال: لا لو اتخذ لبنه من ذهب ولبنه من فضه، فقال أبو ذر رضي الله عنه: يا ابن اليهودية ما أنت والنظر في احكام المسلمين، فقال عثمان: لولا صحبتك لقتلتك، ثم سيره إلى الربذة (3).
405 - وعن ابن بابويه، حدثنا أبو محمد الحسين بن محمد بن القاسم المفسر، حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن العسكري، عن آبائه صلى الله عليه وآله وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي ذر: ما فعلت غنيماتك، قال: إن لها قصه عجيبة، قال: بينا انا في صلواتي إذ عدا الذئب على غنمي، فقلت: لا اقطع الصلاة، فاخذ حملا وذهب به وانا أحس به، إذ اقبل على الذئب أسد فاستنقذ الحمل ورده في القطيع، ثم ناداني: يا أبا ذر، اقبل على صلاتك، فان الله قد وكلني بغنمك، فلما فرغت قال لي الأسد: امض إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره ان الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك وكل أسدا بغنمه فعجب، من كان حول رسول الله (4).

١ - سورة البقرة: ٨٤.
٢ - في بعض النسخ: كعب الأحبار: وكذا على لسان بعض ولكن الصحيح: الأحبار، جمع الحبر وهو عالم اليهود والمعروف عند الخاصة في رجالهم ذمه وأن أمير المؤمنين عليا عليه السلام كذبه وأنه كان يعادي عليا عليه السلام ويجانبه.
٣ - بحار الأنوار ٢٢ / ٤٣٢، برقم: ٤٢. ذكرنا في مشايخ الثقات - قرائن معتبرة على طول عمر لابن أبي عمير المعروف بروايته عن أبي عبد الله عليه السلام وعليه فروايته هنا عن أبان بن تعلب محمولة على المباشرة وما يقال من الارسال فيها مع امكان الاتصال خلاف الأصل ومن الطريف ذهاب الميرداماد في رواشحه (الراشحة الربعة) إلى صحة رواية إبراهيم بن هاشم القمي عن الإمام الصادق عليه السلام بحسب الاحتمالات المعقولة العرفية (راجع كتاب الرواشح تجد علما نافعا) فكيف برواية ابن أبي عمير عنه عليه السلام فإنها الأولى لتقدم طبقته على طبقة ابن هاشم.
٤ - بحار الأنوار ٢٢ / 393 - 394 عن التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام اقتباسا و اختصارا وفي أول السند تحريف وصوابه: أبو الحسن بن محمد بن القاسم المفسر.
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336