قال: فتأذن لي ان أكلمه، قال: نعم، قال: يا يونس ما فعل هارون؟ قال: مات فبكى قارون، قال: ما فعل موسى؟ قال: مات فبكى قارون، فأوحى الله جلت عظمته إلى الملك الموكل به ان خفف العذاب عن قارون لرقته على قرابته.
وفي خبر آخر: ارفع عنه العذاب بقيه أيام الدنيا، لرقته على قرابته.
وفي هذا الخبر شئ يحتاج إلى تأويل.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام ان: النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما ينبغي لاحد ان يقول: انا خير من يونس بن متى عليه السلام (1).
فصل - 6 - 324 - وبالاسناد المذكور عن ابن أورمة، عن الحسن بن محمد الحضرمي، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر أصحاب الكهف، فقال: لو كلفكم قومكم ما كلفهم قومهم: فافعلوا فعلهم فقيل له: وما كلفهم قومهم؟ قال: كلفوهم الشرك بالله، فأظهروه لهم وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج وقال: ان أصحاب الكهف كذبوا فآجرهم الله، وصدقوا فآجرهم الله. وقال: كانوا صيارفة كلام ولم يكونوا صيارفة الدراهم.
وقال: خرج أصحاب الكهف على غير ميعاد، فلما صاروا في الصحراء اخذ هذا على هذا وهذا على هذا العهد والميثاق، ثم: قال أظهروا أمركم فأظهروه، فإذا هم على امر واحد.
وقال: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، فكانوا على اظهارهم الكفر أعظم اجر امنهم على اسرارهم الايمان.
وقال: ما بلغت تقيه أحد ما بلغت تقيه أصحاب الكهف وان كانوا ليشدون الزنانير و يشهدون الأعياد، فأعطاهم الله اجرهم مرتين (2).