قصص الأنبياء - الراوندي - الصفحة ٢٥٨
له رأسا، واتخذ لهم عيدا في كل سنه مره.
فبينما هم ذات يوم في عيد، والبطارقة عن يمينه، والهراقلة عن يساره، إذ اتاه بطريق، فأخبره ان عساكر الفرس قد غشيته فاغتم لذلك حتى سقط التاج عن ناصيته (1)، فنظر إليه أحد الثلاثة الذين كانوا عن يمينه يقال له: تمليخا وكان غلاما، فقال في نفسه: لو كان دقيوس الها كما يزعم إذا ما كان يغتم ولا يفزع وما كان يبول ولا يتغوط وما كان ينام، و ليس هذا من فعل الاله.
قال: وكان الفتية الستة كل يوم عند أحدهم وكانوا ذلك اليوم عند تمليخا، فاتخذ لهم من أطيب الطعام، ثم قال لهم: يا إخوتاه (2) قد وقع في قلبي شئ منعني الطعام والشراب و المنام، قالوا: وما ذاك يا تمليخا؟ قال: أطلت فكري في هذه السماء، فقلت: من رفع سقفها محفوظا بلا عمد ولا علاقة من فوقها؟ ومن اجرى فيها شمسا وقمرا آيتان مبصرتان؟ ومن زينها بالنجوم؟ ثم أطلت الفكر في الأرض فقلت: من سطحها على صميم الماء الزخار؟ ومن حبسها بالجبال ان تميد على كل شئ؟ وأطلت فكري في نفسي، من أخرجني جنينا من بطن أمي؟ ومن غذاني؟ ومن رباني؟ ان لها صانعا ومدبرا غير دقيوس الملك، وما هو الا ملك الملوك وجبار السماوات.
فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما، وقالوا: بك هدانا الله من الضلالة إلى الهدى فأشر علينا، قال: فوثب تمليخا فباع تمرا من حائط له بثلاثة آلاف درهم وصرها في ردنه (3)، و ركبوا خيولهم وخرجوا من المدينة، فلما ساروا ثلاثة أميال قال لهم تمليخا: يا إخوتاه (4) جاءت مسكنة الآخرة وذهب ملك الدنيا، انزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل الله ان يجعل لكم من امركم فرجا ومخرجا فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعه فراسخ في ذلك اليوم، فجعلت أرجلهم تقطر دما.

1 - في البحار: عن رأسه.
2 - في ق 3: يا اخوتي.
3 - في ق 2: في رداء له، وفي البحار عن نسخة: في ردائه. والردن أصح وأوضح وهو بمعنى:
الطرف الواسع من الكم.
4 - في ق 2 وق 3: يا اخوتي
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: الطعام (2)، البول (1)، الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المؤلف مقدمة التحقيق الباب الأول: في ذكر خلق آدم عليه السلام و حوا عليها السلام 38
2 الباب الثاني: في نبوة إدريس و نوح عليهما السلام 77
3 الباب الثالث: في ذكر هود و صالح عليهما السلام 92
4 في حديث إرم ذات العماد 97
5 الباب الرابع: في نبوة إبراهيم عليه السلام 107
6 الباب الخامس: في ذكر لوط و ذي القرنين عليهما السلام 120
7 الباب السادس: في نبوة يعقوب و يوسف عليهما السلام 129
8 الباب السابع: في ذكر أيوب و شعيب عليهما السلام 142
9 الباب الثامن: في نبوة موسى بن عمران صلوات الله عليه 151
10 في حديث موسى و العالم 159
11 في حدث البقرة 162
12 في مناجاة موسى 163
13 في حديث حزبيل لما طلبه فرعون 169
14 في تسع آيات موسى 170
15 في حديث بعلم بن باعورا 176
16 في وفاة هارون وموسى 178
17 في خروج صفراء على يوشع بن نون 179
18 الباب التاسع: في بني إسرائيل. 180
19 الباب العاشر: في نبوة إسماعيل و حديث لقمان 191
20 الباب الحادي عشر: في نبوة داود عليه السلام 201
21 الباب الثاني عشر: في نبوة سليمان عليه السلام و ملكه 211
22 الباب الثالث عشر: في أحوال ذي الكفل و عمران عليهما السلام 214
23 الباب الرابع عشر: في حديث زكريا و يحيى عليهما السلام 218
24 الباب الخامس عشر: في نبوة إرميا و دانيال عليهما السلام 223
25 في علامات خسوف الشمس في الاثني عشر شهرا 235
26 في علامات خسوف القمر طول السنة 236
27 الباب السادس عشر: في حديث جرجيس و عزيز و حزقيل و إليا: 238
28 الباب السابع عشر: في ذكر شيعا و أصحاب الأخدود و الياس و اليسع و يونس و أصحاب الكهف و الرقيم عليهم السلام 244
29 الباب الثامن عشر: في نبوة عيسى و ما كان في زمانه و مولده و نبوته 263
30 الباب التاسع عشر: في الدلائل على نبوة محمد صلى الله عليه و آله من المعجزات و غيرها 280
31 الباب العشرون: في أحوال محمد صلى الله عليه و آله 314
32 في مغازيه 336