أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله بقتال المشركين، فكان يقدم أهل بيته إلى حر الأسنة والسيوف حتى قتل عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب يوم بدر وقتل حمزة يوم أحد وقتل جعفر بمؤتة وزيد بن حارثة وأسلم الناس نبيهم يوم حنين غير العباس عمه، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمه، وأراد من لو شئت يا معاوية، ذكرت اسمه، مثل الذي أرادوا من الشهادة مع رسول الله صلى الله عليه وآله غيره إلا أن آجالا أجلت ومنية أخرت. والله ولي الاحسان إليهم والمنان على أهل بيتي بما أسلفوا من الصالحات وقد أنزل الله تعالى في كتابه فضلهم يوم حنين فقال: " فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين " (1) وانما عنانا بذلك دون غيرنا فتذكر في الفضل غيرنا وتدعنا فلم لا تذكر فيه من استشهد في الله ورسوله منا؟ وما ذاك إلا لحسدك إيانا وبغيك علينا، كما أن تلك عادتك فينا فهل سمعت يا معاوية بأهل بيت نبي في سالف الأمم، اصبر على الضراء واللأواء (2) وحين البأس والمواطن الكريهة من هؤلاء النفر الذين عددتهم من أهل بيتي؟ وفي المهاجرين والأنصار خير كثير. جزاهم الله بأحسن أعمالهم، وذكرت يا معاوية حسدي الخلفاء وبغيى عليهم فمعاذ الله من الحسد والبغي، بل أنا المحسود المبغى عليه فاما الابطاء عنهم والنكرة لأمرهم فانى لست أعتذر إلى الناس منه ان الله تعالى لما قبض محمدا " صلى الله عليه وآله اختلف الناس فقالت قريش: منا الأمير، وقالت الأنصار: منا الأمير، فقالت قريش: ان محمدا منا ونحن أحق بالامر منكم، فعرفت الأنصار ذلك فسلموا إليهم الامر والسلطان، فاستحقتها قريش بمحمد صلى الله عليه وآله فان يكن هذا هكذا فان أولى الناس بمحمد، أولاهم بها وإلا فان الأنصار أعظم الناس سهما " في الإسلام ولا أرى أصحابي سلموا من أن يكونوا حقي أخذوا وللأنصار ظلموا بل قد عرفت أن حقي، هو
(٢٥٣)