المأخوذ. فقد تركته لهما، اما عدلا واما صلحا " غير حرجين ولا متبوعين واما ما ذكرت من أمر عثمان فإنه فعل ما قد علمت ورأيت من الحدث وفعل الناس ما قد رأيت من التعيير وقد علمت يا معاوية اني كنت من أمر عثمان في عزلة يسعني من ذلك ما وسع أصحاب محمد (1) صلى الله عليه وآله الا أن تتجنى فتجن ما بدا لك، ولعمري لقد أيقنت ما دم عثمان عندي ولا قبلي ولا أنت وليه وان دونك لأولياء ولكن الدنيا آثرت ولها كدحت وأنت بعثمان تربصت وقد استنصرك في حياته فما نصرت وأما ما ذكرت من دفع قتلة عثمان إليك فإنه لا يسعني دفعهم إليك ولا إلى غيرك لأنهم محتجون في دم عثمان بان عثمان قد قتل منهم، قبل قتلهم إياه فهم متأولون في ذلك ومحتجون فيه [فاما ما ذكرت من انك تطلبهم في البر والبحر فاقسم بالله لئن لم تنته وتنزع عن سفهك يا بن آكلة الأكباد لتجدنهم يطلبونك ولا يكلفونك طلبهم وكان أبوك أتاني حين ولى الناس أبا بكر فقال: أنت أحق الناس بهذا الأمر منهم كلهم بعد محمد وانا يدك على من شئت فابسط يدك، أبايعك فأنت أعز العرب دعوة فكرهت ذلك، كراهة للفرقة وشق عصى الأمة، لقرب عهدهم بالكفر والارتداد فان كنت تعرف من حقي ما كان أبوك يعرفه أصبت رشدك وان لم تفعل، استعنت بالله عليك ونعم المستعان وعليه توكلت واليه أنيب] (2).
روى أنه قال للخولاني: يا أبا مسلم من معاوية حتى أدفع إليه قتلة عثمان؟ إنما عليه أن يبايعني كما بايعني المهاجرون والأنصار، ثم يجتمع أولياء عثمان ويقتص لهم الامام من قتلة والدهم، ويحكم بما أمر الله به، ولكن معاوية لا يجد ما يستغوى به الناس غير هذا، ولعمري لو وجدت سبيلا