معاوية، فقال الأشتر: ما أعظم حماقتكم وقد خدعكم معاوية بهذا، أنتم أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق، ولم يعلم أبو جندب انه الأشتر فحمل عليه أبو جندب وضربه بسيفه فاتقاه الأشتر بحجفته، ثم ضربه الأشتر على رأسه فرمى به ووقف مكانه ودعا بآخر، فبرز إليه فقتله الأشتر وكان يقتل كل من برز إليه حتى قتل منهم أحد عشر رجلا، ثم انصرف وكأنه مصاب فقال له أخوه: كم مرة تخاطر بنفسك وبروحك وقد قيل في المثل:
يا جرة يستقى بها زمنا " * لابد من أن تصير منكسرة فقال الأشتر:
أبعد عمار وبعد هاشم * وابن بديل فارس الملاحم أرجوا البقاء ضل حكم الحاكم * لقد عضضنا أمس بالأباهم فاليوم لا نقرع (1) سن النادم وكان قبل ذلك قتل عمار بن ياسر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص ابن أخي سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن بديل الخزاعي " رض " وكانوا فرسان العراق ومردة الحروب ورجال المعارك وحتوف الأقران وأمراء الأجناد وأنياب أمير المؤمنين وقد فعلوا باهل الشام ما بقى ذكره على ممر الأحقاب حتى احتالوا لقتلهم فقتلوا فذكرهم الأشتر في شعره متأسفا ".
ثم برز من أهل الشام رجل ونادى: يا أهل العراق من الذي قتل منا أحد عشر رجلا وفيهم أخي وعمى وابن خالتي فقال [الأشتر:] وأنت تلحق بهم إن شاء الله الساعة، فقال الشامي:
انا الغلام الأريحي الكندي * اختال في الديباج والفرند فضربه الأشتر فرمى برأسه ثم دعا أمير المؤمنين عليه السلام قنبرا " وقال له:
سر إلى الميمنة وقل لعبد الله بن جعفر ولا بني محمد: إذا حملت فاحملوا معي