وقال لكميل بن زياد: قل لسليمان بن صرد وتكون على الميسرة وكذلك أرسل إلى أصحاب الميسرة وأوصاهم بذلك ثم تقدم وانتظر الناس حملته ومعه الأشتر ومحمد وغيرهما، وزحف الناس بعضهم إلى بعض وارتموا بالنبل حتى فنيت ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد واشتد القتال حتى جرت الدماء جرى الماء، وانهزم عرب اليمن وكان وقع الحديد على الحديد أشد هولا " من الصواعق والجبال حين تنهدم وانكسفت الشمس وثار القتام وضلت الألوية والرايات ووصلوا النهار بالليل وهي ليلة الهرير وأصبح أهل العراق والمعركة خلف ظهورهم وافترقوا عن سبعين الف قتيل.
في رواية: وحمل الوليد بن عقبة على أمير المؤمنين عليه السلام مع الف فارس فحمل عليه أمير المؤمنين مع الف فارس، فانهزم الوليد ومن معه ولم يتبعهم أمير المؤمنين، وكذلك كان يفعل، فقال الأصبغ بن نباته وصعصعة بن صوحان: يا أمير المؤمنين كيف يكون لنا الفتح وإذا هزمناهم لم نقتلهم وإذا هزمونا قتلونا؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان معاوية لا يعمل بكتاب الله ولا بسنة رسوله ولست انا كمعاوية ولو كان عنده علم وعمل لما حاربني والله بيني وبينه. قيل لم ير رئيس قوم مذ خلق الله الدنيا قتل بيده ما قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذلك اليوم وتلك الليلة وهي ليلة الهرير إذ وصلوا الليل بالنهار في القتال حتى روى أنه قتل في تلك الليلة بيده خمسمائة رجل وزيادة وفي رواية قتل من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام في ذلك اليوم والليلة ألفا رجل وسبعون رجلا وفيهم أويس القرني زاهد زمانه وخزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين وقتل من أصحاب معاوية [في ذلك اليوم] سبعة آلاف رجل.
قال رضي الله عنه: ومن المكاتبات التي جرت بين أمير المؤمنين عليه السلام وبين معاوية لعنه الله أيام صفين، كتب علي بن أبي طالب إلى