المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٥٠
معاوية لعنه الله: اما بعد فان لله عبادا " آمنوا بالتنزيل وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين وبين الله فضلهم في القرآن الحكيم، وأنتم في ذلك الزمان أعداء الرسول تكذبون بالكتاب وتجتمعون على حرب المسلمين من ثقفتم منهم، عذبتموه أو قتلتموه حتى اذن الله تعالى باعزاز دينه واظهار نبيه صلى الله عليه وآله وادخل العرب في دينه أفواجا " وأسلمت له هذه الأمة طوعا " وكرها "، فكنتم ممن دخل في هذا الدين اما رغبة واما رهبة، حتى فاز أهل السبق بسبقهم وفاز المهاجرون الأولون بفضلهم، فلا ينبغي لمن ليست له مثل سوابقهم ان ينازعوهم في الامر الذين هم أهله وأولياؤه فيجور ويظلم ولا ينبغي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يجهل قدره ويعدو طوره ولا يشقي نفسه بالتماس ما ليس له ولا هو أهله وان أولى الناس بهذا الامر قديما وحديثا أقربهم من الرسول وأعلمهم بالكتاب والتأويل وأفقههم في الدين وأولهم اسلاما " وأفضلهم اجتهادا فاتقوا الله الذي إليه ترجعون، ولا تلبسوا الحق بالباطل لتدحضوا الحق وأنتم تعلمون (1)، واعلموا ان خيار عباد الله الذين يعملون بما يعلمون وشر عباد الله الجهال الذين ينازعون بالجهل أهل العلم. ألا وانى أدعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وحقن دماء هذه الأمة، فان قبلتم أصبتم وهديتم، وان أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لم تزدادوا من الله إلا بعدا " ولم يزداد الله عليكم الا سخطا " (2).
فلما وصل الكتاب إلى معاوية قام إليه أبو مسلم الخولاني فقال: صدق علي، فعلام نقاتله؟ فوالله، انه لأحق بالأمر منك قال: أجل ولكنه أطالبه بدم عثمان، قال فاكتب إليه بحجتك حتى أحمل كتابك وآتيه فان أقر بدمه، سألته الحجة وان أنكر، نظرنا في أمرنا قال نعم فكتب [معاوية] إلى علي عليه السلام.

(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405