المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٥٥
إلى الإقادة منهم في حكم الله تعالى ما أخذتني في [أهل] مصر لابن " أروى " (1) هوادة.
فلما وصل كتابه إلى معاوية وأتاه أبو مسلم بالحجج، قال معاوية: لست أنكر كل ما قال في فضائل نفسه وأهل بيته غير أنه لا يقنعني إلا أن يدفع إلي قتلة عثمان، فخرج أبو مسلم في جماعة كثيرة حتى لحق بعلي رضي الله عنه.
وقال علي عليه السلام: إني لا أتعجب من معاوية وبغضه وحسده ولكن أتعجب من النعمان بن بشير وعبد الله بن عامر بن كريز وقد رأوا منزلتي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يقول:
أسأت إذ أحسنت ظني بكم * والحزم سوء الظن بالناس من أحسن الظن بأعدائه * تجرع الهم بأنفاس وكتب معاوية إلى علي عليه السلام مع رجل من السكاسك يقال له عبد الله بن عقبة وكان من ناقلة العراق (2) فكتب:
أما بعد، فانى أظنك ان لو علمت أن الحرب تبلغ بك ما بلغت وعلمنا لم نجبها بعضنا على بعض وإن كنا قد غلبنا على عقولنا، فقد بقى منها ما تندم على ما مضى ونصلح به ما بقى وقد كنت سألتك الشام، على أن لا تلزمني (3) لك طاعة ولا بيعة فأبيت ذلك علي (4) فأعطاني الله ما منعت وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه أمس فإنك لا ترجو من البقاء إلا ما أرجو ولا أخاف من القتل إلا ما تخاف، وقد والله رقت الأجناد وذهبت الرجال ونحن بنو

(١) ابن إروى: اسم آخر لعثمان، كان ينادى به، وإروى، هي أمه وهي بنت كريز بن عبد الشمس - راجع أسد الغابة ٥ / 391.
(2) وفي [و] وكتب معاوية الباغي الطاغي إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
(3) في الأصلين: " على أن تلومني " بدل " تلزمني " وهو تصحيف.
(4) في [و]: وقد كنت سألتك الشام على أن يكون منى لك طاعة ولا بيعة..
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405