المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٩٠
عيني، أقر الله عينك فوالله لأرشدنك إلى فتى يقر الله به عينك قال: قلت فأرشدني رحمك الله فأرشدني إلى باب دار فأتيت إلى الدار التي وصف لي وانا راكب على البغلة وعلي الخلعتان فقرعت الباب وناديت بالخادم فأذن لي بالدخول، فدخلت عليه وإذا انا بفتى قاعد على سرير منجد صبيح الوجه حسن الجسم، فسلمت عليه بأحسن سلام فرد علي السلام بأحسن مرد، ثم اخذ بيدي مكرما " حتى أجلسني إلى جانبه; فلما نظر إلى قال لي: والله يا فتى اني لأعرف هذه الكسوة التي خلعت عليك واعرف هذه البغلة، والله ما كان أبو محمد - وكان اسمه الحسن - ليكسوك خلعتيه هاتين ويحملك على بغلته هذه الا انك تحب الله ورسوله وذريته وجميع عترته فأحب رحمك الله ان تحدثني عن فضائل علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام فقلت له: نعم بالحب والكرامة، حدثني والدي، عن أبيه، عن جده قال: كنا يوما " عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبلت فاطمة وقد حملت الحسن على كتفيها وهي تبكى بكاء شديدا " قد شهقت في بكائها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا فاطمة؟ لا أبكى الله عينيك فقالت: يا أبة ومالي لا أبكى ونساء قريش قد عيرتني فقلن لي: ان أباك زوجك من رجل معدم، لا مال له، قال: فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تبكى يا فاطمة، فوالله ما أنا زوجتك، بل الله زوجك من فوق سبع سماواته، وشهد على ذلك جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ثم إن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض، فاختار من الخلائق أباك فبعثه نبيا، ثم اطلع الثانية إلى أهل الدنيا، فاختار من الخلائق عليا، فزوجك إياه، واتخذته وصيا، فعلي منى وانا من علي، فعلي أشجع الناس قلبا، واعلم الناس علما "، واحلم الناس حلما "، وأقدم الناس سلما ". والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وسماهما الله تعالى في التوراة على لسان موسى عليه السلام " شبر " و " شبير " لكرامتهما على الله عز وجل.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405