المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٨٨
عليه السلام دلك، سرى عنه (1) فقام رسول الله صلى الله عليه وآله هو وأصحابه وهو فرح مسرور حتى أتوا حظيرة بني النجار وإذا الحسن والحسين عليهما السلام نائمان، وإذا " الحسين معانق للحسن عليه السلام، وإذ ذاك الملك الموكل بهما قد وضع أحد جناحيه بالأرض فوطأ (2) به تحتهما يقيهما حر الأرض، والجناح الآخر قد جللهما به يقيهما حر الشمس قال: فانكب النبي صلى الله عليه وآله يقبلهما واحدا فواحدا، ويمسحهما بيده حتى أيقظهما من نومهما قال:
فلما انتبها من نومهما، حمل النبي صلى الله عليه وآله الحسن على عاتقه، وحمل جبرئيل عليه السلام الحسين عليه السلام على ريشه من جناح الأيمن حتى خرج بهما من الحظيرة وهو يقول: والله لأشرفنكما اليوم كما شرفكما الله عز وجل في سماواته، فبينا هو وجبرئيل عليه السلام يمشيان حتى تمثل جبرئيل دحية الكلبي وقد حملاهما، إذ أقبل أبو بكر فقال: يا رسول الله، ناولني أحد الصبيين وخفف عنك وعن صاحبك، فانا أحفظه حتى أؤديه إليك، فقال رسول الله جزاك الله خيرا " يا أبا بكر، دعهما فنعم الحاملان نحن ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما، فحملاهما وأبو بكر معهما حتى أتوا بهما إلى باب مسجد المدينة، ثم أقبل بلال فقال له النبي: يا بلال هلم علي بالناس فناد لي فيهم فاجمعهم لي في المسجد، فقام النبي على قدمه خطيبا " فخطب الناس بخطبة أبلغ فيها، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه بما هو أهله ومستحقه، ثم قال: يا معاشر المسلمين هل أدلكم على خير الناس جدا " وجدة؟
قالوا: بلى يا رسول الله. قال: عليكم بالحسن والحسين، فان جدهما محمد صلى الله عليه وآله وجدتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة،

(1) سرى عنه، على صيغه المجهول: كشف عنه الخوف، وقد تكرر ذكر هذه اللفظة في الحديث وخاصة في ذكر نزول الوحي عليه، كلها بمعنى الكشف والإزالة - لسان العرب.
(2) [يقال] وطأت لك الفراش ووطأت لك المجلس توطئة [من الوطأ] والوطأ من كل شئ:
ما سهل ولان.
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405