المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٨٥
نفسي وكتبت وصيتي، والرسل يزعجونني ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي، فنهضت إليه وما أعقل فلما دخلت عليه سلمت عليه السلام سلام خائف وجل وما أعقل فأومأ إلي أن اجلس، فلما جلست رعبا فإذا عنده عمرو بن عبيد وزيره وكاتبه، فحمدت الله عز وجل إذ رأيت من رأيت عنده، فرجع إلى ذهني وأنا قائم، فسلمت سلاما " ثانيا " فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ثم جلست فعلم انى دهشت ورعبت منه، فلم يقل لي شيئا "، فكان أول كلمة قالها ان قال لي: يا سليمان قلت لبيك يا أمير المؤمنين، قال: يا بن مهران ادن منى فدنوت منه، فشم منى رائحة الحنوط، فقال: يا أعمش والله لتصدقني أمرك وإلا صلبتك حيا، فقلت: سلني يا أمير المؤمنين عن حاجتك وما بدا لك أصدقك ولا أكذبك، فوالله لئن كان الكذب ينجيني فإن الصدق أنجى لي منه [فقال لي]: ويحك يا سليمان إني أجد منك رائحة الحنوط، فأخبرني عما حدثتك به نفسك ولم فعلت ذاك؟ فقلت: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين وأصدقك أتاني رسلك في بعض الليل فقالوا لي أجب أمير المؤمنين، فقمت وأنا متفكر خائف وجل مرعوب، فقلت بيني وبين نفسي: ما بعث إلي أمير المؤمنين في هذه الساعة وقد غارت النجوم ونامت العيون إلا ليسألني عن فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام، فإن انا أخبرته بالحق أمر بصلبي حيا، فصليت ركعتين وكتبت وصيتي والرسل يزعجونني، ولبست كفني وتحنطت بحنوطي وودعت أهلي وصبيتي وجئتك يا أمير المؤمنين سامعا مطيعا آيسا (1) من الحياة خائفا راجيا أن يسعني عفوك، قال: فلما سمع مقالتي، علم أنى صادق وكان متكئا "، فاستوى جالسا ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فلما سمعته قالها سكن قلبي وذهب عنى بعض ما كنت أجد من رعبي وما كنت أخاف من سطوته

(1) في المخطوطتين: مؤيسا وهو تصحيف.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405