المناقب - الموفق الخوارزمي - الصفحة ٢٤٧
فاصبر على ما أصابك، ان الله مع الصابرين، وأخرج الراية وقد عفت وبليت وبكى الناس لما رأوها بكاء عاليا " وقبلها من وجد إليها سبيلا وقال علي عليه السلام لقنبر: اخرج رمح رسول الله صلى الله عليه وآله الملموس [بيده] ويرثه منى الحسن ولا يستعمله وينكسر بيد ابني الحسين ولقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله باخبار كثيرة.
يا مالك ان الدنيا دنية خلقت للفناء والخير خير الآخرة، فإنها خلقت للبقاء، ثم سار ومعه الناس إلى المعركة وصفوا الصفوف وتأهبوا للقتال، فأول من برز من صف أهل الشام رجل عليه درع مذهبة وبيضة عادية وبيده سيف حميري وصاح: يا أهل العراق، تزعمون أن اليوم تجرى الدماء على الأرض كما تجرى [الماء] في النهر؟ وقد صدقتم اليوم نسفك دماءكم، فليبرز إلي أشجعكم، فبرز إليه عمرو بن عدي بن وهب بن خصيب بن يعمر النخعي وقال له: يا شامي أنت أول قتيل يومنا هذا، ثم تكافحا فسبقه عمرو بالضربة فصرعه ووقف مكانه ونادى: يا أهل الشام ليبرز إلي آخر، فبرز إليه رجل مشهور بالشجاعة، مذكور بالحماسة، كان معاوية يعده لشدته يقال له أبو جندب عبيد بن ذويب السكوني اليماني، فقتل أبو جندب عمرا " فبرز إليه عبد الله بن بشر بن عوز (1) النخعي فقتله أيضا " أبو جندب فبرز إليه الشخير بن يحيى النخعي وكان فقيها صالحا " سخيا جوادا "، فقتله أبو جندب أيضا " فقال الأشتر وقد اغتاظ لأنه قتل جماعة من قومه لبعض بني عمه وهو طرفة بن عبيدة: انزع درعك وناولني رايتك فانى أبرز إليه ولعله يعرفني إذا برزت إليه في زيي، فلا يحاربني، فأعطاه ذلك فبرز إليه الأشتر وأبو جندب ينظر إلى قتلاه، فصاح عليه الأشتر وقال: قاتلك الله إذ قتلت سادات نخع، فقال: لان القتل وجب عليهم بخروجهم على الامام عثمان وقتال

(1) في [و] عون.
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المحقق 5
2 تقديم للشيخ جعفر السبحاني 6
3 مقدمة المؤلف 31
4 الفصل الأول: في بيان أساميه وكناه وألقابه وصفاته عليه السلام 37
5 الفصل الثاني: في بيان نسبه من قبل أبيه وأمه 46
6 الفصل الثالث: في بيان ما جاء في بيعته 49
7 الفصل الرابع: في بيان ما جاء في إسلامه وسبقه إليه، وبيان مبلغ سنه حين اسلم 51
8 الفصل الخامس: في بيان أنه من أهل البيت 60
9 الفصل السادس: في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته ونهيه عن بغضه 64
10 الفصل السابع: في بيان غزارة علمه وأنه أقضى الأصحاب 80
11 الفصل الثامن: في بيان أن الحق معه وأنه مع الحق 104
12 الفصل التاسع: في بيان أنه أفضل الأصحاب 106
13 الفصل العاشر: في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسير 116
14 الفصل الحادي عشر: في بيان شرف صعوده ظهر النبي صلى الله عليه وآله لكسر الأصنام 123
15 الفصل الثاني عشر: في بيان تورطه المهالك وشراء نفسه ابتغاء مرضاة الله 125
16 الفصل الثالث عشر: في بيان رسوخ الايمان في قلبه 128
17 الفصل الرابع عشر: في بيان أنه أقرب الناس من رسول الله، وأنه مولى من كان رسول الله مولاه 133
18 الفصل الخامس عشر: في بيان أمر رسول الله إياه بتبليغ سورة براءة 164
19 الفصل السادس عشر: في بيان محاربته مردة الكفار ومبارزته أبطال المشركين والناكثين والقاسطين والمارقين، وفيه فصول 166
20 (الفصل الأول) في بيان محاربة الكفار 166
21 (الفصل الثاني) في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون 175
22 (الفصل الثالث) في بيان قتال أهل الشام أيام صفين وهم القاسطون 189
23 (الفصل الرابع) في بيان قتال الخوارج وهم المارقون 258
24 الفصل السابع عشر: في بيان ما نزل من الآيات في شأنه 264
25 الفصل الثامن عشر: في بيان أنه الاذن الواعية 282
26 الفصل التاسع عشر: في فضائل له شتى 284
27 الفصل العشرون: في تزويج رسول الله إياه فاطمة 335
28 الفصل الحادي والعشرون: في بيان أنه من أهل الجنة، وأن الجنة تشتاق إليه، وأنه مغفور الذنب 355
29 الفصل الثاني والعشرون: في بيان أنه حامل لوائه يوم القيامة 358
30 الفصل الثالث والعشرون: في بيان أن النظر اليه وذكره عبادة 361
31 الفصل الرابع والعشرون: في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه 364
32 الفصل الخامس والعشرون: في بيان من غير الله خلقهم وأهلكم بسبهم إياه 379
33 الفصل السادس والعشرون: في بيان مقتله 381
34 الفصل السابع والعشرون: في بيان مبلغ نسبه وبيان مدة خلافته وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك 396
35 قصائد المؤلف في مدح أمير المؤمنين عليه السلام 398
36 خاتمة ودعاء 405