الرسول (ص) قال منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت مصر دينارها وأردبها (1) يريد إنه قد محا ذلك شريعة الاسلام، فكان أول بلد مسحه عمر بلد الكوفة فاتبعوه على ذلك وقبلوا منه وأكلوه مستحلين له فأفسد على أرباب الأملاك أملاكهم باحتباسهم الزكاة لأجل ما كان يأخذه منهم من الخراج فكان الخراج المأخوذ منهم مالا اغتصبوا عليه والزكاة المفروضة باقية عليهم في أموالهم لا تحل لهم أموالهم حتى يخرجوا منها ما أوجبه الله عليهم فيها وألزمهم الكفر والارتداد بتركهم فريضة الله تعالى عليهم وتعطيلهم إياها عامدين متعمدين من غير علة تضطرهم إلى ذلك، ومن كان من المسلمين لا زكاة عليه فقد لزمه أيضا من هذا التكفير والارتداد ما لزم أصحاب الأملاك بما أكلوه من هذا المال المأخوذ ظلما وجورا وغصبا من الخراج إذ كان الله نهى عن أكل الحرام غير اضطرار فلما أكلوا هذا الخراج عامدين كانوا
(٣١)