سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٤٨
211 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال وقد كان عمارة بن الوليد بن المغيرة وعمرو بن العاص بعد مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومشي قريش بعمارة إلى أبي طالب قد خرجا تاجرين إلى أرض الحبشة وكانت لقريش ملجأ ووجها وهما على شركهما وكلاهما كان شاعرا عازما فاتكا وكان عمارة رجلا جميلا وسيما يفتن النساء صاحب محادثة فركب البحر مع عمرو ابن العاصي امرأته حتى إذا سارا في البحر ليالي أصابا من خمر معهما فلما انتشى عمارة بن الوليد قال لامرأة عمرو قبليني فقال عمرو قبلي ابن عمك فقبلته فألقاها عمارة بن الوليد فجعل يريدها عن نفسها فامتنعت منه ثم إن عمرا قعد على منجاف السفينة يبول فدفعه عمارة في البحر فلما وقع فيه سبح حتى أخذ بمنجاف السفينة فقال له عمارة أما والله لو عرفت يا عمرو أنك تسبح ما طرحتك ولكن كنت أظنك لا تحسن السباحة فلما قال ذلك عمارة لعمرو ضغن عليه عمرو في نفسه وعرف أنه قد أراد قتله ومضيا في وجههما حتى قدما أرض الحبشة كتب عمرو إلى أبيه العاصي بن وائل أن اخلعني وتبرأ من جريرتي إلى بني المغيرة وجميع بني مخزوم وخشي على أبيه أن يتبع بجريرته فلما قدم الكتاب على العاصي مشى إلى رجال من بني مخزوم ورجال من بني المغيرة فقال إن هذين الرجلين قد خرجا حيث قد علمتم وكلاهما فاتك صاحب شر غير مأمونين على أنفسهما ولا أدري ما يكون إني أتبرأ إليكم من عمرو وجريرته فقد خلعته فقالت له عند ذلك بنو المغيرة ورجال من بني مخزوم وأنت تخاف على عماره ونحن قد خلعنا عمارة وتبرأنا إليك من جريرته فخل بين الرجلين فقال قد فعلت فخلعوهما وتبرأ كل واحد من صاحبهم ومما جر عليهم فلما اطمأنا لم يلبث عمارة أن دب لامرأة النجاشي وكان رجلا جميلا وسيما فأدخلته فاختلف إليها وجعل إذا رجع من مدخله ذلك
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»