تحدث عمرا بما كان من أمره فجعل عمرو يقول ما أصدقك إنك قدرت على هذا شأن المرأة أرفع من هذا فلما أكثر عليه عمارة وكان عمرو قد صدقه وعرف أنه قد دخل عليها ورأى من هيئته وما يصنع به والذهاب إليها أمسى وبيتوتته عنه حتى يأني من السحر ما عرف به في ذلك وكانا في منزل واحد ولكنه كان يريد أن يأتيه بشيء لا يستطيع دفعه إن هو رفع شأنه إلى النجاشي فقال له في بعض ما يذكر له من أمرها إن كنت صادقا أنك بلغت منها ما تقول فقل لها أن فلتدهنك من دهن النجاشي الذي لا يدهن به غيره فإني أعرفه وأتنني بشيء منه حتى أصدقك بما تقول قال أفعل قال فجاءها في بعض ما يدخل عليها فدهنته وأعطته منه شيئا في قارورة فلما شمه عمرو عرف وقال له عند ذلك أشهد أنك قد صدقت ولقد أصبت شيئا ما أصاب أحد من العرب مثله امرأة الملك ما سمعنا مثل هذا وكانوا أهل جاهلية وكان ذلك في أنفسهم فضلا لمن أصابه وقدر عليه ثم إنه سكت عنه حتى إذا اطمأن عندك دخل عمرو على النجاشي فقال أيها الملك معي سفيه من سفهاء قريش وقد خشيت أن يعزى عندك أمره وقد أردت أن أرفع إليك شأنه ولم أعلمك ذلك حتى استثبت أنه قد دخل على بعض نسائك فأكثر وهذا دهنك قد أعطته وادهن به فلما شم النجاشي الدهن قال صدقت هذا دهني الذي لا يكون إلا عند نسائي ثم دعا بعمارة بن الوليد ودعا بالسواحر فجرد له من ثيابه ثم أمرهن فنفخن في إحليله ثم خلى سبيله فخرج هاربا في الوحش فلم يزل بأرض الحبشة حتى كانت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فخرج إليه رجال من بني المغيرة منهم عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة وكان اسم عبد الله قبل أن يسلم بجير فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله فرصده بأرض الحبشة بما كان يرده مع الوحش
(١٤٩)