صلى الله عليه وسلم وكان أحب الناس اليه فشمر في شأنه ونادى قومه قال قصيدة يعور فيها منهم وبأذاهم في آخرها فقال (لما رأيت القوم لا ود بينهم * وقد قطعوا كل العرى والوسائل) (وقد طارحونا بالعداوة والأذى * وقد طاوعوا أمر العدو المزايل) (وقد حالفوا قوما علينا أظنه * يعضون غيظا خلفنا بالأنامل) (صبرت لهم نفسي بصفراء سمحة * وأبيض عضب من سيوف المقاول) (وأحضرت عند البيت رهطي وأسرتي * وأمسكت من أثوابه بالوصائل) (عكوفا معا مستقبلين وتارة * لدى حيث يقضي حلفه كل نافل) (وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم * بمفضي السيول بين ساف ونائل) 203 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذي بعث به وقامت بنو هاشم وبنو المطلب دونه وأبوا أن يسلموه وهم من خلافه على مثل ما قومهم عليه الا أنهم أنفوا أن يستذلوا ويسلموا أخاهم لمن فارقه من قومه فلما فعلت ذلك بنو هاشم وبنو المطلب وعرفت قريش أنه لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب ألا يناكحوهم ولاينكحوا إليهم ولا يبايعونهم ولا يبتاعون منهم فكتبوا صحيفة في ذلك وكتب في الصحيفة منصور ابن عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وعلقوها بالكعبة ثم عدوا على من أسلم فأوثقوهم وآذوهم واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالا شديدا فخرج أبو
(١٣٧)