سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
الله تعالى ولا أريد أن أستجير بغيره قال فانطلق إلى المسجد فأردد علي جواري علانية كما أجرتك علانية قال فانطلق قال فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد علي جواري فقال عثمان صدق وقد وجدته وفيا كريم الجوار وقد أحببت ألا أستجير بغير الله وقد رددت عليه جواره ثم انصرف عثمان بن مظعون ولبيد بن ربيضة بن جعفر بن كلاب القيسي في مجلس قريش فجلس معهم عثمان فقال لبيد وهو ينشدهم (ألا كل شيء ما خلا الله باطل *) فقال عثمان صدقت فقال لبيد (وكل نعيم لا محالة زائل *) فقال عثمان كذبت فالتفت إليه القوم وقالوا للبيد أعد علينا فأعاد لبيد وعاد له عثمان بتصديقه مرة وتكذيبه مرة وإنما يعني عثمان إذا قال كذبت يعني نعيم الجنة لا يزول فقال لبيد والله يا معشر قريش ما كانت مجالسكم هكذا فقام سفيه منهم إلى عثمان ولطم عينه فاخضرت فقال له من حوله والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت فقال عثمان جوار الله آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ولمن معه أسوة فقال الوليد هل لك في جواري فقال عثمان لا أرب لي في جوار أحد إلا جوار الله ثم قال عثمان في ذلك (لا ارب لي يا بن المغيرة في الذي * تقول ولكني بأحمد واثق) (رسول عظيم الشأن يتلو كتابه * له كل من يبغي التلاوة وامق) (محب عليه كل يوم حلاوة * وأن قال قولا فالذي قال صادق) (فيا رب إني مؤمن لمحمد * وجبريل إذ جبريل بالوحي طارق) (وما نزل الرحمن من كل آية * لها كل قلب حين يذكر خافق) (من الخوف مما ينذر الله خلقه * إذا صد عن آيات ذي العرش وامق) (ترى الناس ضلالا وقد ضل سعيه * وبالخير مغبون وبالشرسابق)
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»