سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
في قومه وكان فيما بلغني يأتي بني المغيرة وبني هاشم وبني المطلب في الشعب ليلا قد أوقر جملا طعاما حتى إذا أقبله في الشعب جل خطامه من رأسه ثم ضرب جنبه فدخل الشعب عليهم ويأتي به وقد أوقره برا أو بزا فيفعل به مثل ذلك ثم إنه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال لزهير قد رضيت أن تأكل الطعام وتلبس الثياب وتنكح النساء وأخوالك حيث قد علمت لا يباعون ولا يباع منهم ولا ينكحون ولا ينكح إليهم ولا يأمنون ولا يؤمن عليهم أما إني أحلف بالله لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا قال ويحك فما أصنع أنا رجل واحد قال فقال قد وجدت ثانيا قال ومن هو قال أنا أقوم معك فقال له زهير أبغنا ثالثا قال فذهب إلى المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف فقال له يا مطعم قد رضيت أن تهلك بطن من بني عبد مناف وأنت شاهد على ذلك موافق عليه أما والله لئن أمكنتموهم من هذه لتجدنهم إليها سراعا منكم فقال ويحك فما أصنع إنما أنا رجل فقال قد وجدت ثانيا قال فمن هو قال أنا فقال أبغنا ثالثا قال قد فعلت قال ومن هو قال زهير بن أبي أمية قال فابغنا رابعا يتكلم معنا قال فذهب إلى أبي البختري بن هشام فذكر قرابتهم وحقهم فقال هل معك من أحد يعين على هذا قال نعم المطعم بن عدي وزهير ابن أبي أمية فقال ابغنا خامسا فذهب إلى زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد فكلمه وذكر له قرابتهم وحقهم فقال له زمعة هل معك على هذا الأمر الذي تدعوني إليه من أحد فقال نعم ثم سمى له القوم فتواعدوا عند حطم الحجون ليلا بأعلى مكة فاجتمعوا هناك وأجمعوا أمرهم
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»