سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٤٥
(وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا غير معتب) (فلا تحسبوا يا مسلمين محمدا * لذي غربة منا ولا متغرب) (ستمنعه منا يد هاشمية * مركبها في الناس خير مركب) فلما باداهم أبو طالب بالعداوة وباداهم بالحرب عدت قريش على من أسلم منهم فأوثقوه وآذوه واشتد البلاء عليهم وعظمت الفتنة فيهم وزلزلوا زلزالا شديدا وعدت بنو جمح على عثمان بن مظعون وفر أبو سلمة بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم إلى أبي طالب ليمنعه وكان خاله فجاء بنو مخزوم ليأخذوه فمنعهم فقالوا يا أبا طالب منعت منا ابن أخيك أتمنع منا ابن أخينا فقال أبو طالب أمنع ابن أختي مما أمنع ابن أخي فقال أبو لهب ولم يتكلم بكلام خير قط ليس يومئذ صدق أبو طالب لا يسلمه إليكم فطمع فيه أبو طالب حين سمع منه ما سمع ورجا نصره والقيام معه فقال شعرا استجلبه بذلك (وان امرأ أبو عتيبة عمه * لفي روضة من أن يسام المظالما) (أقول له وأين مني نصيحتي * أبا معتب ثبت سوادك قائما) (ولا تقبلن الدهر ما عشت خطة * تسب بها أما هبطت المواسما) (وحارب فإن الحرب نصف ولن ترى * أخا الحرب يعطي الضيم إلا يسالما) (وولى سبيل العجز غيرك منهم * فإنك لن تلحق على العجز لازما) 210 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال ثم إنه قام في نقض الصحيفة التي تكاتبت فيها قريش على بني هاشم وبني المطلب نفر من قريش ولم يبل أحد فيها بلاء أحسن ببلاء من هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن خبيب بن خزيمة بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وذلك أنه كان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف لأمه وكان عمرو ونضلة أخوين لأم وكان هشام لبني هاشم واصلا وكان ذا شرف
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»