إسلام حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 212 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فحدثني رجل من أسلم وكان واعية أن أبا جهل اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا فآذاه وشتمه ونال منه ما يكره من العيب لدينه والتضعيف له فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولاه لعبد الله بن جدعان التيمي في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك ثم أنصرف عنه فعمد إلى ناد لقريش عند الكعبة فجلس معهم ولم يلبث حمزة بن عبد المطلب أن أقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له لم يرجع إلى أهله حتى يطوف بالكعبة وكان إذا فعل ذلك لا يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم وكان أعز قريش وأشدها شكيمة وكان يومئذ مشركا على دين قومه فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى بيته فقالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك من أبي الحكم آنفا قبيل وجده ها هنا فآذاه وشتمه وبلغ منه ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله عز وجل به من كرامته فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع يريد الطواف بالبيت معدا لأبي جهل أن يقع به فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس وضربه بها ضربة شجه بها شجة منكرة وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل منه فقالوا ما نراك يا حمزة
(١٥١)