سيرة ابن إسحاق - محمد بن إسحاق بن يسار - ج ٢ - الصفحة ١٥٠
فذكروا أنه أقبل في حمر من حمر الوحش يرد معها فلما وجد ريح الإنس هرب حتى أجهده العطش فورد يشرب حتى إذا امتلأ خرجوا في طلبه قال عبد الله بن أبي ربيعة فسبقت إليه فالتزمته فجعل يقول أي بجير أرسلني فإني أموت إن أمسكتني قال عبد الله فضبطته فمات في يدي مكانه فواريته ثم انصرفنا وكان شعره فيما يزعمون قد غطى كل شيء منه فقال عمرو وهو يذكر ما صنع به وما أراد من امرأته (تعلم عمار أن من شر شيمة * لمثلك أن يدعا ابن عم له ابنما) (أأن كنت ذا بردين أحوى مرجلا * فلست تراى لابن عمك محرما) (إذا المرء لم يترك طعاما يحبه * ولم ينه قلبا غاويا حيث يمما) (قضى وطرأ منها يسيرا فأصبحت * إذا ذكرت أمثاله تملأ الفما) (أصبت من الأمر الدقيق جليله * وعيشا إذا لاقيت من قد تلوما) (إلى ملجأ ربع عن مطامع خشية * وعالج أمر المجد لا يتندما) (فليس الفتى وإن أنمت عروقه * بذى كرم إلا بأن يتكرما)
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»