بلغ البناء موضع الركن فاختصموا في رفع الركن كل قبيلة تريد أن ترفعه دون الأخرى فقالت كل قبيلة نحن نرفعه حتى تحازبوا أو تحالفوا وأعدوا القتال فقربت بنو عبد الدار جفنة فملؤوها دما ثم تحالفوا هم وبنو عدي بن كعب على الموت وأدخلوا أيديهم في تلك الجفنة فغمسوها في الدم فقال في ذلك عكرمة بن عامر بن هاشم ابن عبد مناف بن عبد الدار (والله لا نأتي الذي قد أردتم * ونحن جميع أو نخضب بالدم) (ونحن ولاة البيت لا تنكرونه * وكيف على علم البرية تظلم) (لنبغي به الحمد الذي هو نافع * ونخشى عقاب الله في كل محرم) (فكيف ترومونا وعز قناتنا * له مكسر صلب على كل معلم) (فهيهات أنى يقرب الركن شأوه * ونحن جميع عنده حين يقسم) (فاما تخلونا وبيت حجابنا * واما تنوؤوا ذلك الركن بالحرم) فأجابه وهب بن عبد مناف (أبلغ قريشا إذا ما جئت أكرمها * انا أبينا فلا نؤتيكم غلبا) (انا أبينا إلى الغصب ظاهرة * انا وحدك لا نئتيكم سلبا) (نحن الكرام فلا حي يقاربنا * نحن الملوك ونحن الأكرمون أبا) (وقد أرى محدثا في حلفنا ظهرا * كما ترى في حجاب الملك محتجبا) (انا لنا عزنا ماذا أراد بنا * قوم أرادوا بنا في حلفهم عجبا) (قوم أرادوا بنا خسفا لنقبله * كلا وربك لا نؤتيهم غضبا) 113 حدثنا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال فمكثت قريش أربع ليال أو خمسا بعضهم من بعض ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض أهل العلم والرواية أن أبا أمية وكان كبيرا وسيد قريش كلها قال يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل عليكم من باب المسجد فلما توافقوا على ذلك ورضوا به دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا هذا الأمين قد رضينا بما قضى بيننا فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر فقال هلموا ثوبا فأتوه به فوضع رسول
(٨٧)