تخرج من بئر الكعبة التي كان يطرح فيها مما يهدى لها كل يوم فتشرق على جدار الكعبة وكانت مما يهابون وذلك أنهم زعموا قل ما كان يتقرب من بئر الكعبة أحد الا احزألت وكشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها فبينا هي يوما تشرق على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث الله عز وجل عليها طائر لا يدرون ما هو فاختطفها من متشرقها فذهب بها فقالت قريش انا نرجو أن يكون الله عز وجل قد رضي ما أردنا عندنا عامل رفيق وعندنا الخشب وقد ذهب الله تعالى بالحية وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة فلما أجمعوا أمرهم على هدمها وبنائها قام أبو وهب عامر بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم فتناول من الكعبة حجرا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فيما يزعمون فقال يا معشر قريش لا تدخلن في بنيانها من كسبكم الا طيبا ولا تدخلن فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة من أحد من الناس وينحلون هذا الكلام الوليد بن المغيرة 104 نا أحمد نا يونس عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي نجيح أنه حدث عن عبد الله بن صفوان بن أمية أنه رأى ابنا لجعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران ابن مخزوم يطوف بالبيت فسأل عنه فقيل هذا ابن لجعده بن هبيرة بن أبي وهب فقال عبد الله بن صفوان أن جده يعنى أبا وهب هو الذي أخذ من الكعبة حجرا حين أرادت قريش هدمها فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال عند ذلك يا معشر قريش لا تدخلو فيها من كسبكم الا طيبا لا تدخلوا مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة لأحد من الناس وأبو وهب خال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان شريفا وله يقول شاعر من العرب
(٨٤)