قلت للأشتر: لقد كنت كارها ليوم الدار فكيف رجعت عن رأيك؟ قال: أجل، والله لقد كنت كارها ليوم الدار ولكن جئت بأم حبيبة بنت أبي سفيان لأدخلها الدار، وأردت أن أخرج عثمان في هودج فأبوا أن يدعوني وقالوا: ما لنا ولك يا أشتر ولكني رأيت طلحة والزبير والقوم بايعوا عليا طائعين غير مكرهين ثم نكثوا عليه...)!!
فهذه الرواية صحيحة الإسناد على شرط مسلم فصاحب المصنف أبو بكر بن أبي شيبة من شيوخ البخاري ومسلم وكذلك يحيى بن آدم من رجال الشيخين ومثله أبو بكر بن عياش وشيخه مغيرة بن مقسم كذلك وشيخه إبراهيم النخعي من كبار التابعين وعلقمة بن قيس عالم التابعين فهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات إثبات والأشتر نفسه ثقة كذلك فقد روى له النسائي ولا يروي إلا لثقة ووثقه العجلي وابن حبان وروى عنه كبار من التابعين منهم علقمة هذا والأشتر قد أثنى عليه علي بن أبي طالب وثناؤه أقوى من توثيق المحدثين. وفي الرواية أيضا شهادة من علقمة بن قيس كبير التابعين بأن الأشتر (كان كارها لحصار عثمان)!!.
وفي الرواية دلالة واضحة على أن الأشتر لم يكن بريئا فقط بل كان يعمل على إنقاذ عثمان والخروج به ربما إلى الشام أو مكة!!.
وهذه الرواية رواها الطبري أيضا وصححها الحافظ ابن حجر في الفتح (13 / 57).