(وبالنسبة لمعاوية فبالإضافة إلى ما سبق هو أولى الناس بالمطالبة بدم عثمان لأنه ولي دمه فهو ابن عمه وكبير أسرته بني أمية).
أقول: أولا: كون معاوية هو ولي دم عثمان باطل فإن أبناء عثمان هم أولياء دم عثمان وكانوا شبابا بالغين خرجوا مع عائشة يوم الجمل فهم أولياء دمه وليس معاوية!!.. أما كونه كبير أسرة بني أمية فإن القبلية قد أبطلها الإسلام.. فقول الفقيهي فيه إقرار بشرعية (العصبية القبلية) على حساب (الأحكام الشرعية) وللأسف أن أكثر المؤرخين الإسلاميين اليوم إذا تحدثوا عن خلاف معاوية فإنهم يرتكزون على (الجانب القبلي الجاهلي) في تسويغ خروج معاوية وينسون الجانب الشرعي الإسلامي أو يتناسونه!!
على أية حال لن يكون معاوية أحرص على تطبيق الشرع من علي ولن يكون أعارب لخم وجذام ومسلمة الفتح أحرص على ذلك من البدريين والمهاجرين والأنصار الذين كانوا مع علي!!!.
ثانيا: إن سلمنا أن معاوية له الحق في المطالبة بدم عثمان فإن المطالبة الشرعية لا تكون بالسيف، فإذا حاول كل صاحب حق أن يأخذ حقه من الإمام بالسيف فهذا فيه شر عظيم وشق للعصا ومفسدة أكبر مما يرجى من المصلحة وقد رأينا النتائج.
ثالثا: معاوية نفسه عندما تولى الخلافة تخلى عما كان يطالب به من قتل قتلة عثمان!! فهذا يدل على أنه لم تكن له بينة على أحد منهم بعينه أو أنه خشي ازدياد الفتنة وهذه يعتذر بها الفقيهي عن معاوية ولا يعتذر بها عن علي مع أن عليا أولى بالعذر هنا..