عجمي، وصنعت كما صنع رسول الله وأبو بكر (1)!!.
بمعنى أن عمر عندما ألغى التسوية بالعطاء، كان يعلم أنها سنة رسول الله (ص)، وأن صاحبه أبا بكر قد اتبعها، ومع هذا ألغى التسوية بالعطاء مع سبق العلم والإصرار، ثم عاد بعد تسع سنين ليفكر بإعادة السنة التي عطل أحكامها طول تلك المدة!!! (2).
فجعل خمس الخمس لذوي القربى، وهم بنو هاشم الذكر منهم والأنثى، وبنو عبد المطلب (3).
بالإضافة إلى يتيم الهاشميين ومسكينهم وابن سبيلهم، والحكمة من هذا التشريع كانت في إبراز التمييز لذوي القربى، وسد حاجاتهم بإيجاد سبيل لحياة كريمة لهم، ولأن الصدقة محرمة عليهم (4).
وبالرغم من وضوح الآية، ومن تواتر بيان النبي لها: إلا أن عمر بن الخطاب أبى أن يعطي بني هاشم كل سهمهم (5)، بحجة أن قريشا كلها ذات قربى (6).
قال ابن عباس: سهم ذوي القربى لقربى رسول الله، قسمه لهم رسول الله، وقد كان عمر عرض علينا من ذلك عرضا فرأيناه دون حقنا فرددناه عليه، وأبينا أن نقبله (7).
وقد ندم عمر على ما كان منه، إذ قال: ليت أم عمر لم تلده (8).
ومن المؤكد أن عمر على الأقل اعترف بأنه قد أخطأ عندما رفع حكم الله سبحانه، وألغى سنة رسوله (ص) التي ساوت بين الناس في العطاء، ووضع بدلا منهما سنته الشخصية التي فضلت بالعطاء، وعبر عن هذا الندم بقوله: إن عشت هذه السنة ساويت بين الناس، وصنعت كما صنع رسول الله وأبو بكر.