انقطعت صلاتهم بالخوارج ولم يعودوا منهم. وحينما هربوا لم يلجأوا إلى الصحراء العربية بل إلى مواطن غير عربية مثل سهل جوخي في الناحية الأخرى من نهر الدجلة والأهواز ومدين وفارس (1). وإنما يكون برنوف على صواب وأنه إنما أراد أن يقول: إن الخوارج لم يكونوا من قريش ولا ثقيف ولا الأنصار بل من قبائل أقل أهمية من حيث المكانة السياسية اندمجت في الاسلام خصوصا بعد حرب الردة وأقامت في الكوفة والبصرة (2).
ويبدو كذلك أن لبرنوف (3) رأيا خاصا في القراء. وليس للمرء أن ينظر إلى هؤلاء على أنهم يؤلفون طبقة محددة بل هم كانوا غير واضحي المعالم حتى أن رجالا مثل قيس بن سعد وهاشم بن عتبة وابن بديل كانوا يعدون أحيانا منهم.
كذلك لم يكونوا يؤلفون حزبا سياسيا ذا برنامج محدد ثابت فمنهم من كان في صف أهل الشام ومنهم من كان في صف أهل العراق كما أن فريقا من قراء